للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة النقد]

مناقشة هادئة مع الأستاذ الناعوري

القيم الفنية في الشعر المتطلق

للأستاذ سليم غاوي عبد الجبار

أصدر الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ديوانه الأول (أزهار ذابلة) عام ١٩٤٨، وقد تفردت قصيدة (هل كان حبا) من بين قصائد الديوان بطريقتها التعبيرية الجديدة، هذه الطريقة التي آن للشعر العربي أن يدركها. وبعد صدور الديوان استرسل بدر في نظم قصائده، وفقا لطريقته الحميدة، وقد جمعها فيما بعد في ديوانه الثاني (أساطير)

وقرأت الشاعرة العراقية المبدعة نازك الملائكة، هذه القصائد، - كما قرأها آخرون يهمنا منهم الآن صالح جواد الطعمة - فصادفت عندها قبولا ومن ثم حاولت مجاراة الشاعر - في موسيقاه - فنظمت أغلب قصائد ديوانها الثاني - شظايا ورماد - وهي تتأثر خطي بدر. وفعل صالح كذلك، فنظم بعض قصائد (ظلام الغيوم - و - والربيع المحتصر) على هذا المنوال

وقد كتب بدر، ونازك، عن هذه الطريقة، أما بدر فقد اكتفى بإشارة تهدي السارين، ولم سهب. وأما ناظك فقد أفاضت بالكلام. . . ولكن عن القيم (العروضية) فقط، مما يدلنا، دلالة واضحة، على أنها لم تفطن للقيم الأخرى ولم تتحسس بها، وليست ملومة على ذلك، فلا يطلب من الشاعر، ما هو من حصة النقاد

ولكن الناقد لم يقصدوا لهذه الطريقة، ولم يدرسوها، دراسة موضوعية شاملة غرضها الأصيل، توضيح القيم، وتثبيتها للآخرين، فمثل هذه الدراسة تحتاج إلى جهد مضن، مما قد يتمهل عن مثله النقاد العجالي

على أن أمامي الآن عددين من أعداد مجلة الأديب البروتية، وفيهما مالات للناقد الأردني الأستاذ عيسى إبراهيم الناعوري، حاول فيهما مثل ذلك الدراسة؛ ولكننا نراهما بعيدين عن الروح العلمية، هذه الروح التي تحتم على كل ذي مقال نقد أن يلتجئ إليها، وإلى الذوق المرهف الحساس، وكان من الطبيعي وقد تناءى الأستاذ عن ذلك، أن يتورط في أخطاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>