علمية بارزة، وأخطاء ذوقية وعرة، لا يرتضيها الواقع الشعري، ولهذا وددنا أن ننطلق في تثمين هذا الإنتاج، أن نقف قليلا، ونناقشها، مناقشة علمية هادئة، بدون تحيز إلا للعلم، وبدون خضوع إلا للذوق.
قال الأستاذ - وهو بصدد الأسلوب التعبيري الجديد
(ولكنه جاء يشبه النثر بتفعيلاته غير المتجانسة، وغير المنضبطة في نظام موسيقي)
لابد وأن الأستاذ - مع احترامنا الوافر له - لم يقرأ مقدمة شظايا ورماد وإلا لأدرك أن التفعلات ليست متجانسة فقط، وإنما هي (متطابقة)، وأزيد للتوضيح فأقول إنها عبارة عن تفعيلة واحدة مكررة - في كل بيت - عدداً من المرات يتغاير - عدديا - مع البيت الذي يليه أو يسبقه تغايراً يشاؤه الاعر أو بالأحرى كما يتطلبه المعنى، وذلك لأن هذا الشعر يعتمد على (الأبحر الكاملة) المتساوية التفاعيل.
ثم. . . ما الذي يقصد الكاتب بجملته (وغير منضبطة في نظام موسيقي) إذا كان ما يقصده بالنظام الموسيقي هو الطريقة السلفية - الكلاسية - فالشعر الغربي منذ هوميروس وإلى الآن غير منضبط في نظام موسيقي، وهذا ما لم يقله أحد
هذا وقد أحس الشاعر العربي منذ القديم بقساوة هذا النظام - نظام الشطرين المتوازنين - والتفاعيل الثمان - فحاول الانفلات منه، فابتدع المجزوء، والمشطور، والمنهوك، وتوج ابتداعه (بالموشح)، ولم أقرأ مقالا لناقد عربي أو غرب يتهم هذه الفروع الشعرية - وخاصة الموشح - بالخروج على النظام الموسيقي!!
إن النظام الموسيقي للشعر العربي (أو الغربي) لا يحدد يا أستاذ بنظام الشطرين - الأبحر - بقدر ما يحدد بالتفعيلة الواحدة، أو التفعيلتين! راجع أوزان الشعر للدكتور محمد مندور. في الميزان الجديد
ثم يقول الأستاذ في مكان آخر من مقاله الأول (العدد الثالث)
(ولكننا لا نظلم الشاعرة إذا قلنا إن طريقة النظم فيها لم تعرف الرحمة بآذان القراء وأذواقهم الشعرية)
أرأيت - طريقة النظم - وليس نظم الشاعرة، إن الأستاذ هنا (يحابي) الشاعرة - ومعذرة من الصراحي - فلا ينسب الفشل إليها، بل يرجعه إلى (طريقة النظم!) فشأن الأستاذ كشأن