ذاك التلميذ الذي تستعصي عليه مسألة رياضية فلا يستطيع حلها، ولا يستطيع اتهام أستاذه بقدرته على التفهيم، فيلقي القلم - مرتاحا - ليقول (إن المسألة مغلوطة!!)
ما ذنب (طريقة النظم) إذا فشل الشاعر في التعبير بواستطها؟ وهب أن قارئا - مثلي - استطاع البرهنة على صلاحية (طريقة النظم) وعدم تخديشها لآذان القراء! وأذواقهم الشعرية، فما يكون موقف (طريقة النظم) آنذاك؟ أتكون تعرف الرحمة ولا تعرف، في آن واحد!
ثم من الذي أخبر الأستاذ بآذان القراء وأذواقهم الشعرية! هل استفتى القراء - والعصر عصر التجريب - أم اعتمد على رأي موثوق بصحته له أثره التوجيهي في تأريخنا النقدي!
ألا يجوز اعتبار تنادي شعراء العراق للتعبير وفقاً لهذه الطريقة دليلا على رحمتها بآذان القراء. والشعراء (وهم من أدق القراء إحساسا) فما إن ابتدع بدر هذه الطريقة حتى تصايح الشعراء العراقيون، ونسجوا أشعارهم على تلك الطريقة؛ أذكر منهم نازك، صالح، بلند الحيدري، عبد الوهاب البياتي، شاذل جاسم طاقه، عبد الرزاق عبد الواحد.
ثم إن الكاتب احترس فحدد تذوق القراء بالنسبة لقصائد ثلاث من قصائد الشاعرة، فما الرأي في القصائد الأخرى المنظومة بنفس (طريقة النظم) لماذا لم يشر الكاتب إلى طريقة النظم فيها؟
إذا ما أراد الأستاذ أن يصدر هذا الرأي - الذي كاد يكون حكماً - من وجهته الذاتية فله كل الحق أن يتحدث عن نفسه، أما أن يشرك آذان القراء وأذواقهم الشعرية، فهذا ما هو بعيد عن الحياد العلمي
ولكن لماذا لم تعرف طريقة النظم فيها - كما يقول الأستاذ - الرحمة بآذان القراء، وأذواقهم الشعرية. لابد من سبب، والأستاذ ماهر، لا يعوزه ذلك فاسمعه متمماً جملته السالفة
(فقد ألف القراء في الشعر العربي إيقاعا موسيقيا متجانساً، فوجدوا هنا نظماً، غريباً مقلفاً يصدم الأذن بشكل عنيف)
والمطلوب من الأستاذ أن يعرف - لنا الإيقاع - تعريفاً علميا، فالذي أفهمه أنا من الإيقاع، التعريف الذي جاء فيه مندور إذ يقول