للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عمالقة الأشجار]

للدكتور محمد بهجت. خريج جامعة كاليفورنيا

لا ريب أن العالم كان مسكونا بكائنات على جانب عظيم من الضخامة

فالعلم يخبرنا عن (الداينصور) العظيم الذي يوجد هيكله العظمي

الهائل بالمتحف البريطاني مع هياكل أشباهه من عظائم الحيوان

وأغواله، وكذلك (العنقاء) أو الطير العظيم أو المسمى (بتروداكتيلس)

ولم يكن هذا الأخير طيراً بمعنى الكلمة أو وطواطا بل نوعا من

العظايا الهائلة اكتسب خصوصية الطيران.

دبت هذه الحيوانات المرعبة على ظهر الأرض في العهد (الميوسيني) كما يسميه علماء طبقات الأرض أو عهد منتصف الحياة، وذلك من ملايين السنين الخالية!! ويحتمل أنها عاشت قبل الإنسان بكثير.

ويظهر أن هذه الحيوانات انقرضت فجأة بفعل وبتأثير بركان عنيف أباد معظم المخلوقات، ثم تبع ذلك العصر الجليدي فأتى على آخرها ولم يترك لنا من آثارها الا عظاما نخرة أقامها العلم هياكل هائلة ووقف الإنسان مبهوتا فاغرا فاه. أما في البحار فلا يزال بها من المخلوقات العظيمة ما لم تنقرض كأقربائها الدواب فالحوت الهائل يمخر البحار ويشق عبابها واذكر أنهم اقتنصوا وحشا منه في المحيط الهادئ قرب شاطئ كاليفورنيا الجنوبي منذ سنتين وكان يزن سبعين طنا!!

كذلك كان الحال في المملكة النباتية، كانت لها عمالقتها، كانت هناك أشجار ضخمة تؤلف غابات شاسعة تشمل المناطق الشمالية من أوربا وأمريكا، ولا ريب أنها أظلّت وحمت الكثير من تلك الوحوش، ومن هذه الأشجار شجرة (السيكويا) - ملكة النباتات - التي قاست ولا ريب كل المحن التي ألمت بالكائنات الحية التي عاصرتها ولكنها نجت من دونها وعاشت إلى هذا الوقت تخبرنا في صمت رهيب عن ماض بعيد مليء بالكوارث والخطوب.

وتنتمي شجرة السيكويا إلى العائلة المخروطية أي عائلة الصنوبر ويجد منها نوعان:

<<  <  ج:
ص:  >  >>