الذاتية البارودية: ما رواه الكاظمي وما رواه النقراشي -
منابع الشاعرية البارودية: الشقاء بالحب، والشقاء بالمجد،
والشقاء بالناس - وصف الحرب الروسية - البارودي في
منفاه - جنازة البارودي: هل حملت على مدفع؟ وهل ودعها
رجال الجيش؟. . .
في الكلمة الماضية نصصنا على بعض الملامح من شخصية البارودي، في سياق الكلام عن المقدمة التي كتبها الدكتور هيكل باشا للديوان. واليوم ننص على ملامح جديدة تعين الطلبة على إدراك الشمائل النفسية والذوقية لذلك الفارس الفنان.
فمن هو البارودي في شخصيته الذاتية؟
لم يتفق لي أن أهتمَّ بمعرفة ذاتية البارودي من الذين عاصروه وكان ذلك في الإمكان، فقد كانت لي صلات مع الشاعرَين العظيمين: شوقي وحافظ؛ وكنت أستطيع أن أعرف منهما أشياء لو أني التفتّ إلى هذه الناحية. . . على أن الالتفات إلى هذه الناحية لم يكن كل ما ضاع مني، فقد كان في نيتي أن أسأل (شوقي) عن تفسير الإشارة التي مرَّت في كلمته الوجيزة وهو يقِّدم كتاب الدكتور محمد صبري (أدب وتاريخ)، فقد قال كلاماً يشهد بأن للثورة العرابية أسراراً أخطر من أن تذاع، ثم مضت الأيام والسنون، ومات (شوقي) قبل أن أسأله عن المراد بذلك التلميح.
ومع هذا، فقد أراد القدَر أن تساق إليَّ أخبار البارودي بدون أن أتجشم عناء الاستخبار، بفضل السهرات التي قضيتها مع الشاعر عبد المحسن الكاظمي في أعوامه الأخيرة، وكان من جيراني، وكنت أغتنم الأنس بحديثه كلما سمحت الظروف.
ومن أحاديث الكاظمي عرفت أن المروءة المصرية تمثلت لعينيه في شخصيتين كريمتين: