ألقى الأستاذ محمد خلف الله بك محاضرة بنادي دار العلوم يوم الخميس الماضي، موضوعها (أثر الدراسات القرآنية في تطور النقد الأدبي) ويبدوا أن الأستاذ تحدث عن هيكل فكرته في هذا الموضوع حديثاً مجملاً مرتجلاً، فقد أعد نقط الموضوع في ورقة كان ينظر فيها عند الحاجة للتذكر، ويخلط في حديثه بين العربية والعامية.
نبه الأستاذ المحاضر أولاً، إلى أمرين يتصلان بالقرآن الكريم، الأول أن القرآن اعتبر منذ صدر الإسلام النص الأدبي الأول في اللغة العربية دون سائر اللغات.
ثم تتبع خطين في حياة النقد الأدبي، منذ أبتدأ عصر التأليف في القرن الثالث الهجري، يتمثل الخط الأول في الكتب التي ألفت خاصة بإعجاز القرآن وطرائق التعبير فيه، ويتمثل الخط الثاني في الدراسات الأدبية المتعلقة بالشعراء والخطباء والكتاب، فلما جاء القرن الرابع الذي أتزهر فيه التأليف وتميز بالتخصص في الموضوع، فألفت كتب في موضوعات خاصة وفي أفراد معينين بعد أن كانت المؤلفات جامعية - جرى ذلك أيضاً فيما يخص بالبلاغة القرآنية، فألفت كتب في البلاغة كان الغرض الأول منها بيان ما في القرآن من إعجاز؛ وجمال في التعبير، وتعرض بعد ذلك لما ينطق على النظريات البلاغية من النصوص الأدبية شعراً ونثراً. ثم جاءت بعد ذلك العصور المتأخرة التي تحولت فيها البلاغة إلى قواعد شغلت العلماء بالبحث والجدل فيها دون اهتمام يذكر بالنصوص ذاتها.
وعنى الأستاذ في أثناء الحديث، بإبراز نقط، منها:
١ - أن كلمة (النقد) كانت مهجورة في الاستعمال، مع إنها هي التي تنطبق على تلك الدراسات من قرآنية وأدبية. وعلل ذلك بأن المتبادر من هذه الكلمة عادة بيان المحاسن والمقبح في النص المنقود، فتحرز الدارسون منها نظراً إلى القرآن الكريم، ولم يجرؤ على استعمالها المؤلف أعجمي هو قدامة في كتابيه نقد الشعر ونقد النثر
٢ - اختفت الدراسات الأدبية - فيما عدا العمدة لابنرشيق - في العصور المتأخرة، ووجه المؤلفون كل عنايتهم إلى البلاغة باعتبارها أداة لأدراك بعض نواحي الأعجاز في القرآن