وفهم أسرار البيان فيه، وكان غرض المؤلفين هو خدمة القرآن الكريم أولا وقبل كل شيء.
٣ - أن تراثنا في النقد الذي يتألف من كل تلك الدراسات يجب أن يكون أساسا أو ينبغي أن لا يهمل في النقد الأدبي المعاصر الذي يجب أن يتكون من ذلك التراث ومما نقتبسه من مذهب النقد الغربية الحديثة.
وفي نهاية الحديث توجه بالخطاب إلى أساتذة اللغة العربية في المدارس، متسائلا: ماذا ينبغي أن تتضمنه مناهج التعليم في المدارس الثانوية من تلك الدراسات، ولفت النظر إلى وجوب الاستفادة في المدارس الثانوية - وخاصة في السنتين الأخيرتين - من المباحث البلاغية التي تهتم بالنظر في النصوص، مثل دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر، وذلك إلى جانب القواعد البلاغية التي تدرس الآن، ويعنى مع هذا وذلك بأساليب النقد الحديثة.
وأنا لا ادري لماذا نصر على إرهاق التلاميذ في التعليم العام بتعليم البلاغة، وان كنت ارجع ذلك إلى (القصور الذاتي) الذي يدفعنا منذ القديم إلى سلوك هذا الطريق. .؟
أسأل أولا: ما الغاية من تعليم اللغة للتلاميذ في المدارس في المرحلة التي نسميها التعليم العام؟ أليست هي أن يكتب الناشئون ويتحدثوا ويقرءوا كتابة وحديثا وقراءة عربية صحيحة؟ فما هي الوسيلة إلى هذه الغاية؟
المشاهد والتي أثبتته التجارب أن دراسة البلاغة بأنواعها لم تعمل غير تنفير التلاميذ من اللغة العربية. . . وقد سمعت أحد المدرسين الذين عقبوا على المحاضرة يقول أن التلاميذ يفهمون التشبيه وأقسامه ويجرون الاستعارة. . . الخ. وأقول أن التلاميذ المساكين يحفظون ذلك الكلام لأنه مطلوب منهم في الامتحان فقط.
ولقد رأينا شيوخاً درسوا البلاغة واستوعبوا ما في كتبها، وقضوا حياتهم في تعلمها وتعليمها، وهم لا يكادون يحسنون كتابة سطر فصيح أو يلقون حديثاً بعبارة سليمة. وعلى عكس هذا الضرب من أساتذة البلاغة ودراستها، نجد الأدباء من كتاب وخطباء وشعراء، تجري أقلامهم وألسنتهم بالفصيح المعجب من الكلام العربي المبين، وما احسب هؤلاء قد وقفوا طويلا عند مباحث البلاغة وعلومها.
فقولا لنا أيها الأساتذة الإجلاء: أي الطائفتين (علماء البلاغة والأدباء) اجدر أن تكون مثلا