بينا في المقال السابق الأعراض التي تبدو على النبات المحروم من عنصر الزنك من بين ألوان غذائه، وأتينا على طرائق علاج هذه الحالات المرضية التي تعتريه بإعطائه حاجتهمن هذا العنصر، ووعدنا بتفصيل العلاقة بين طبيعة التربة وصفاتها الكيميائية وبين سير هذا المرض وتأثر النبات به ودرجة احتماله إياه ومقاومته له. فقد ثبت من التحاليل الكيميائية الدقيقة التي أجراها (هبرر) و (إلين) و (بوجز) أن النبات لا يستخلص كل الزنك الذي بالتربة ولكن لسبب ما - لعله الحموضة أو القلوية الموجودة أكثر من اللازم - يجعل التربة تحبس زنكها عن النبات، فإذا كانت قلوية كان السبب عدم ذوبان مركبات الزنك في هذا المحلول القلوي. وإذا كانت حامضة كان السبب عدم سهولة الاحتفاظ بالزنك في المحلول بالتربة، ويكون آنئذ سريع الانتشار. فمن ذلك نرى أن هناك علاقة بين ظهور أعراض المرض وبين درجة الحموضة أو القلوية للتربة، بمعنى أن المرض يظهر ويشتد في درجة حموضة أو قلوية خاصة، على حين لا تبدو آثاره في درجة أخرى. فقد وجد أنه إذا كانت درجة القلوية من ٧ إلى ٧. ٣ تكون أعراض المرض شديدة جداً، بل يندر أن ينجو من خطره أقوى أنواع النبات احتمالاً، لأن درجة احتفاظ التربة بالزنك في هذه الحالة تكون ضعيفة مسرفة في الضعف. أما إذا كانت هذه الدرجة من ٨ إلى ٩ في ارض طينية فانه يندر أن تتأثر الأشجار كثيراً بنقص الزنك لان مثل هذه التربة تحتفظ بالزنك إلى درجة كبيرة، وهي في الوقت نفسه لا تحبسه عن النبات
ومن العوامل الطبيعية التي تؤثر في سير المرض حرارة الجو وكمية الضوء، فهو في الشتاء حين الحرارة منخفضة وكمية الضوء قليلة ضعيف الانتشار؛ وعلى نقيض ذلكتكون الحال في الصيف.
وهناك من الحقائق ما يثبت أن في التربة المصاب نباتها من العوامل ما يمنع الجذر من