امتصاص الزنك، أو المساهمة في نقله إلى قمم الأشجار أو سائر أعضاء النبات. وقد وجد في بعض الأشجار التي تعاقبت على إصابتها السنون دون علاج أن كثيراً من أجزاء الجذر قد ماتت فعلاً. والمرجح أن عنصر البوتاسيوم لا يلبث أن يخرج من قلف الجذر في النبات المصاب، فقد ثبت أن ما به منه لا يتجاوز ١٠ إلى ٢٥ % من البوتاسيوم الموجود بقلف الساق أو بقلف جذر نبات سليم أو معالج بالزنك. وبما أن الزنك يتحد بمركبات عضوية، ويكون أحد مقوماتها غير العضوية، فربما كان خروج البوتاسيوم يساعد على استمساك الجذور بزنكها واحتفاظها به، فلا يتصاعد إلى القمم. وكانت نتيجة التحاليل الكثيرة التي أجريت إثبات تجمع الزنك بالجذر في بعض الحالات
على أن الواقع أن معالجة الأشجار بالرش، أو بإيلاج قطع الزنك في الفروع دون التعرض للتربة، من شأنه أن يشفى النبات ويجعله في حالة جيدة، مما يدل على أن الجذر برغم عدم جعل العلاج عن طريقه مباشرة، يقوم بوظيفته الطبيعية في سهولة ويسر
ومن الإحصاءات البديعة ما قدمه (باركر) عندما قارن بين الأشجار المعالجة برش الزنك وتلك التي لم تحظ بهذا العلاج، إذ وجد أن الشجرة المعالجة قد أعطت ٤٧٧ رطلاً من الثمار على حين كان ما أنتجته الثانية لا يزيد على ٥٦ رطلاً فقط؛ وذلك فضلاً عن أن ثمار الأولى أكبر حجماً وأجمل منظراً، وهي بالتالي أسرع نفاذاً في السوق، لكثرة الإقبال عليها من المستهلك. كذلك وجد (باركر) في حالة البرتقال (أبو سرة) أن محصوله قد تضاعف فاصبح ستة أمثاله قبل العلاج
وقد بينا أنه في حالة وضع قطع من الزنك في الفرع تظهر آثار العلاج في الجزء من قمة الفرع إلى مكان الزنك فيه، نمواً وإزهاراً وإثماراً على حين يكون الجزء الأسفل ما يزال يعاني آثار المرض، وإن ثبت أن بعض التحسن يبدو عليه بعد ذلك كنتيجة لاطراد التقدم سنة بعد أخرى، وذلك من آثار الصحة والنشاط التي ستتبدى في الأوراق بعد العلاج، فيعم خيرها على النبات كله بالتدريج.
وقد أوضح بعض الباحثين منهم (آرك) و (هجلاند) الأثر الذي تنتجه الكائنات الدقيقة التي توجد بالتربة في ظهور هذا المرض أو اشتداد آثاره، تلك التي كانت نتيجة إبادتها بالفورمالين أو الحرارة أو الأثير زوال الأعراض السالفة أو تخفيف بعض آثارها مما يدل