للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

في ندوة الجامعة الشعبية

جرت الجامعة الشعبية على أن تنظم مناقشات أدبية تدور حول كتاب يختار للعرض والمناقشة. وقد كان كتاب الندوة الأخيرة هو قصة (على باب زويلة) للأستاذ محمد سعيد العريان، قام بعرضه ونقده الأستاذ زكريا الحجاوي، وقد بدأ حديثه بمقدمة حمل فيها على الأدباء الكبار الذين تعرضوا لكتابة القصة الطويلة من حيث محاكاتهم وأخذهم من قصص الغرب، حتى شبههم بالغراب يحجل في جنة الكروان. . . ومن حيث استئثارهم باهتمام النقاد وعنايتهم، ذاهباً إلى أن قصة (على باب زويلة) ليست كذلك ولم يظفر صاحبها بما يستحق من إشادة النقاد لأنه ليس من المشهورين اللامعين، وذاهباً أيضاً إلى أن ذلك يدل على أن النقد عندنا مصاب ب (الأنيميا) على حسب تعبيره.

وكان الأستاذ الحجاوي مغالياً في ذلك ولكن لنغض عن هذه خالاة محتفظين بعبارة (أنيميا النقد) فقد لاحظت بعض أعراضها في كلامه على كتابنا هذا المعروض للنقد والمناقشة. يظهر أن كلمة (النقد) ليست في حساب هذه الندوات، ولذلك نراها تعبر في الإعلان عن الندوة بكلمتي (عرض) و (مناقشة) وإن كانت المناقشة يدخل فيها النقد، ولكن الإدارة المشرفة لا تميل إلى أن يدخل فيها ما قد يغضب حضرات المؤلفين الذين تؤثرهم باختبار مؤلفاتهم. ولو أن الأستاذ الحجاوي التزم هذا الوضع واكتفى بعرض الكتاب دون الاتجاه إلى نقده، لسلم من أعراض الأنيميا النقدية، ولكنه أديب مثقف حصيف، وكاتب قصصي ملحوظ، فلابد أن يحمله شيطانه على النظر فيما يعرض له ليقدره ويقومه. ولكنه مع ذلك رضى أن يتعرض لتلك الأنيميا لأنه كان يشرف على النقد ثم يمسك عنه، ويمضي في شيء من التقريظ يغطي على سوء الوقع لدى الجمهور غير المستعد نفسياً لسماع النقد، ولست أدري مدى ما بينه وبين المؤلف من علاقة.

أشاد الأستاذ الحجاوي بعمل المؤلف في هذه القصة من حيث إنها جلت حقائق تاريخية في الحقبة التي مرت بها حوادثها وخاصة ما بذله المؤلف من جهد لكشف الغموض في أحداث عصر المماليك الذي وقعت فيه القصة والذي لم ينل عناية المؤرخين ومن حيث اختباره

<<  <  ج:
ص:  >  >>