كان للمقال الذي كتبناه في العدد الماضي من الرسالة، حول الفضيحة العلمية التي ارتكبها الدكتور عبد الرحمن بدوي بتحقيقه، معذرة أقصد بتشويهه لكتاب (الإشارات الإلهية) كان لذلك المقال أثره البعيد ودويه العميق في مختلف الأوساط الأدبية والجامعية. ولكن هذه الأوساط قد لجأت إلينا متسائلة ومستفسرة، عن السر الخفي الذي حال بين المقال الثاني من نقد الأستاذ صقر في مجلة (الثقافة) وبين الظهور، في الوقت الذي دعونا القراء إلى انتظاره في يوم معلوم. ونرى لزاماً علينا أن نرفع الغطاء قليلاً عن السر الخفي فنقول: لقد حدث أن عجز فيلسوف مصر الأول عن أن يدفع عن (علمه) طعنات السهام، فتوسل إلى المشرف على تحرير (الثقافة) بحق ما بينهما من روابط الصداقة وأواصر الوفاء، أن يحبس المقال الثاني إنقاذاً لسمعته!!
وتحت جنح الظلام تمت المؤامرة ونجح التوسل وأفلح الرجاء، ولكن إلى حين. . فقد علم المفكر الحر الأستاذ أحمد أمين بك بهذا الذي دبر في الخفاء فوقف إلى جانب حرية الرأي يناصرها بغضبة العالم ويؤازرها بيقظة الضمير، وأصدر أمره إلى المشرف على تحرير (الثقافة) بأن يفسح لحرية الرأي مكانها الموقر في قرار النفوس! إننا حين ندعو القراء مرة أخرى إلى متابعة الأستاذ صقر في دفاعه عن كرامة التحقيق العلمي في مصر، فإنما ندعوهم في نفس الوقت إلى أن يذكروا للأستاذ أحمد أمين بك هذا الموقف المشرف الذي لا يمكن أن ينساه المفكرون الأحرار!!