للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَصصُ

الخطاب

للكاتب الإنجليزي كولين هوارد

هتف الرجل الصغير قائلا وقد بدت على محياة دلائل الارتباك وهو واقف يجوار الصندوق - أني مسرور لرؤيتك ?

فتوقف وتلقت إليه قائلا - مرحباً. . . السيد سيمسن، أليس كذلك؟

كان سيمسن وزوجه حديثي العهد بالحي، ولم أكن قابلتهما أنا وزوجي إلا مرة أو مرتين.

وأجابني سيمسن قائلا (أجل - هذا صحيح!) وكان يبدو أنه مسرور لتعرفي عليه سريعاً. واستطرد قائلا (أني لأتساءل: هل أستطيع أن تقرضني ثلاثة أنصاف من البنسات؟) فدفعت بيدي أبحث في جيبي، وأنا أسمعه يقول (إن زوجتي قد سلمتني هذا الخطاب لألقيه في صندوق البريد، ولكني لاحظت الآن فقط أن المظروف خال من طابع البريد).

قلت مرفها - خل عنك. . . فكثيراً ما يحدث ذلك.

قال يجب أن يسافر هذا الخطاب الليلة - لابد أن يسافر ?

ولا أظن أني سأجد مكتباً للبريد مفتوحاً في هذا الوقت المتأخر من الليل. أتظن ذلك؟

كانت الساعة قد أشرفت على الحادية عشرة، فأمنت على أقواله.

واستطرد يقول - لذلك فكرت أن أحصل على طابع بريد من هذه الآلة، عندما وجدت أني لا أحمل نقوداً صغيرة

فقلت له بعد أن بحثت في جيبي عبثاً - أني شديد الأسف. أخشى ألا يكون معي مثل هذه النقود.

فصدرت عنه آهة تدل على الأسف، قلت - لعل عابر سبيل يمر. . . فقاطعني قائلا - لا يوجد أحد. . .

ونظرت إلى جهة من الطريق ونظر هو إلى الجهة الأخرى. ثم التفت إلى ناحيتي والتفت إلى ناحيته دون جدوى. وأخيراً هممت بالرحيل. ولكنه يبدو وحيداً مرتبكا وقد أمسك بيده مظروفا أزرق اللون فلم أقو في الواقع على تركه وهو في هذه الحال. فقلت له - دعني أخبرك ما الذي نفعله. من الأفضل أن ترافقني إلى داري. أنه على مقربة من هنا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>