للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسأحاول أن أحصل لك على نقود صغيرة.

فقال سيمسن - أنه للطف منك حقاً!

وفي الدار، استطعت بعد لأي أن أعثر على ثلاثة أنصاف من البنسات فأعطيتها إياه فأخذها مني شاكراً، ثم جعل يدون في مذكرته - بطريقة رجال الأعمال - قيمة القرض، ثم يعود إليّ. وقال لي - إني آسف لإزعاجك مرة أخرى. الحقيقة إني لا زلت غريباً عن هذا الحي، وهأنذا قد ضللت الطريق. لعلك ترشدني إلى مكتب البريد.

وحاولت إرشاده، وقضيت بعض الوقت أشرح له موقع المكتب دون جدوى. وأخيراً وجدت نفسي في حيرة كحيرته عندما صرح قائلا - أخشى أني لم أفهم. . . فقاطعته قائلا - من الأفضل أن أرافقك. فعاد يردد قائلا - إنه للطف كبير منك ?

وسرنا في طريقنا حتى وصلنا إلى مكتب البريد. ووضع سيمسن قطعة من النقود في ثقب الآلة، فسقطت داخلها في صليل عال دون أن يظهر للطابع أي أثر. ونظر إليّ سيمسن نظرة حائرة وكأنه يتساءل ما الذي يستطيع عمله. فشرحت له قائلا (أن الآلة فارغة من الطوابع) فتأوه في أسف. اتضح لنا أن طوابع أنصاف البنسات قد نفد أيضا. ووقف سيمسن مضطرباً حائراً. وإذا بالمظروف يسقط منه ويقع على الأرض فاستعاده وقد تلوث بالوحل. وصاح في انفعال (انظر، لقد تلوث بالوحل!) ثم طرق على الآلة الفارغة في حنق وهو يقول (حسن، ما الذي نستطيع عمله الآن؟) فاستنتجت من سؤاله هذا أنه قد أشركني في حيرته، فسألته) أمن الضروري أن يسافر هذا الخطاب الليلة؟). فأجاب (نعم! نعم إن زوجتي قد ألحت على أن ألقيه هذه الليلة. قالت ولكن من الأفضل أن ألقيه الليلة إذا كنت تعرف ما أعني).

وكنت أعرف ما يعنيه من قوله هذا، أو على الأقل أعرف زوجه مسز سيمسن. وتذكرت فجأة ما جعلني أقول له (أتعرف. أن عندي دفتر طوابع للبريد في داري!)

فقال في لهجة لا تخلو من التقريع (كان يجب أن تفكر في ذلك من قبل!).

فقلت (من الأفضل أن نسرع وإلا فاتنا موعد سفر الرسائل)

وأسرعنا الخطى، وكان هذا من حسن حظنا، لأنه أستغرق بحثنا مدة طويلة قبل أن نجد الدفتر وإذا به خال من طوابع البريد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>