قال الأستاذ أحمد بك العوامري في (بحوث وتحقيقات لغوية متنوعة) في مجلة (مجمع فؤاد الأول للغة العربية):
(نسمع كثيراً، ونرى في الصحف نحو: قد يجئ محمد اليوم، و (قد لا يجئ)؛ ونحو:(قد نكون لا منصفين إذا قلنا كذا. . . وهو ما لم يرد في كلام العرب. فقد قال ابن هشام في المغنى: وأما (قد) الحرفية، فمختصة بالفعل المتصرف الخبري المثبت المجرد من جازم وناصب وحرف تنفيس. وهي معه كالجزء، فلا تنفصل منه بشيء، اللهم إلا بالقسم أ. هـ ونحو هذا في القاموس. وقال في شرحه عند قوله المثبت: اشترطه الجماهير أ. هـ فلإصلاح العبارة يعتاض من (قد لا يجئ) مثلا قولك: (ربما لا يجئ).
أقول: وقال ابن يعيش في شرح المفصل: (أعلم أن قد من الحروف المختصة بالأفعال، ولا يحسن إيلاء الاسم إياه، وهو في ذلك كالسين وسوف. وهي (أي قد) بمنزلة الألف واللام التي للتعريف، فكما أن الألف واللام اللتين للتعريف لا يفصل بينهما وبين المعرّف كان هذا مثله إلا أن قد اتسعت العرب فيها لأنها لتوقع فعل، وهي منفصلة مما بعدها (فيجوز الفصل بينها وبين الفعل بالقسم)، لأن القسم لا يفيد معنى زائداً، وإنما هو لتأكيد معنى الجملة، فكان كأحد حروفها). وقال الرضيّ في شرح (الكافية): (ولا يفصل قدمن الفعل إلا بالقسم).
قد عناني من أمر هذا البرزخ، هذا الحائل:(لا) ما عني الأستاذ الفاضل العوامري فاستقريت وفتشت فوجدت ما أنا ممليه اليوم في (الرسالة) الغراء. ولو أدمنت على التنقيب لضممت إلى هذا (الإملاء) شيئاً كثيراً:
١ - كتاب (الأم) للإمام الشافعي الجزء (٣) الصفحة (٦٥): (. . . كما أكره للرجل أن يشتري السيف على أن يقتل به، ولا يحرم على بائعه أن يبيعه ممن يراه أنه يقتل به ظلماً، لأنه (قد لا يقتل) به، ولا أفسد عليه هذا البيع)
٢ - لسان العرب. الجزء (٢) الصفحة (٣١١): قال الخليل بن أحمد: الأمور على ثلاثة أنحاء، يعني على ثلاثة أوجه، شيء يكون البتة، وشيء لا يكون البتة، وشي قد يكون و