يعقد الآن بمدينة القاهرة بدار الجمعية الملكية الجغرافية مؤتمر دولي للآثار والمتاحف. وقد افتتحه وزير المعارف المصرية بخطاب نوه فيه بما لمصر من مركز خاص في عالم الحفريات الأثرية، وبما بذله العلماء الأجانب لاستكشاف كنوزها الأثرية، وبما تبذله مصر لصون تراثها الاثري؛ وتمنى في خطابه أن تعمل الحكومات المختلفة على حضر إخراج الآثار القومية من وطنها، وأن تحل هذه المسالة الشائكة بما يرضي الفن والأماني القومية.
وبعقد مؤتمر الآثار والمتاحف الآن دورته الرابعة؛ وقد عقد من قبل ثلاث دورات: الأولى في رومة، والثانية في أثينا، والثالثة في مدريد؛ وهو يعنى بالبحث في كل ما يتعلق بالآثار والحفريات الأثرية وصيانة الآثار، والمتاحف وتنظيمها؛ وقد شهدت الدورة الحاضرة زهاء خمسين مندوبا يمثلون عدة من الأمم الغنية بكنوزها الأثرية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنكلترا وأمريكا وتركيا والعراق ومصر وغيرها.
ولعقد هذا المؤتمر الأثرى بالقاهرة أهمية خاصة، لأن مصر تشكو منذ حين تبدد تراثها الأثري على يد بعض العلماء الذين لا يراعون حرمة العلم وبعض التجار ومهربي الآثار الذي يعملون بلا انقطاع على اختلاس كنوزها الأثرية وتفريقها في مختلف الاقطار؛ والذين زاروا المتاحف الأوربية من المصريين يعرفون كم تضم الأقسام المصرية في المتاحف الأجنبية من آثارنا المفقودة، وكم تضم منها المتاحف والمجموعات الخاصة في مختلف أنحاء العالم. وقد شعرت مصر أخيراً بوجوب التحوط لهذا الاعتداء المتكرر على تراثها الفني؛ وربما كان في مجاهرتها بالشكوى أمام هذا الحفل الكبير من علماء الآثار وممثلي الدول أثره في تحقيق أمنيتها وتقريب وسائل العمل على صون تراثها الأثري.
مجمع اللغة العربية الملكي
اختتم مجمع اللغة العربية الملكي دورته الرابعة في الأسبوع الماضي، وانفرط عقد أعضائه الشرقيين والغربيين، وقفل عدة منهم راجعين إلى بلادهم، وقد امتازت هذه الدورة من المجمع بظاهرتين: الأولى ظاهرة القلق والتكهن حول مستقبله ونظامه الجديد الذي تعنى وزارة المعارف بوضعه منذ حين؛ والثانية ظاهرة النشاط ولا سيما في ميدان الاستنباط