الفنان بتقليل طبيعة الجسم البشري من حيث الاجتهاد في إظهار الثنايا اسفل الثديين وأعلى البطن فهو جدير بالنظر. تأمل ما طرأ على مظهر الرأس وملامح الوجه من علائم التفكير، والكيفية التي استطاع الفنان بها إظهار العينين والحاجبين. ثم الشعر وما فيه من تجاعيد زادت في حسنه، كل هذا دليل التطور والتقدم.
وكانت الأسرة الثامنة عشرة غنية بتماثيلها (١٥٥٥ - ١٣٥٠ ق. م.) وبالنظر إلى إحداها (ش٦) ترى أن الشكل العام للتمثال اصدق محاكاة، واجمل تناسباً في الأعضاء مما سبق مشاهدته، والشيء الجديد الذي نلاحظه هنا هو تحلية الرأس بالأفعى المقدسة، فضلا عن ظهور الجسم على جانب كبير من جمال التكوين، وربما كانت الإذنان من احسن الأجزاء التي يمكن مقارنتها مع ما شاهدناه في أحد رجال الدولة (ش٤) وشيخ البلد (ش٢) إذ تتضح بذلك العناية بمختلفة أجزاء الجسم مما يدل على إدراك أصول الجمال العام كنتيجة للتقدم العظيم في عهد المملكة الحديثة.
وفي تمثال رمسيس الثاني (ش٧) مع ضآلة ما هو ظاهر منه ترى تفاصيل الوجه من جانبه دقيقة كما يبدو الجسم متناسب الأعضاء أما القدرة التي تجلت في تكوين القدمين والأصابع فهي جديرة بالاعتبار. والزائر لمتحف القاهرة يستطيع بزيارة الصالات التي روعي في ترتيب محتوياتها تدرج تاريخي، أن يأخذ فكرة شاملة لفن رائع جمع إلى القدم، جمالا خاصا ميزه على سار منحوتات غيره من الشعوب.