للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[القبائل والقراءات]

للأستاذ عبد الستار أحمد فراح

(تتمة قبيلة تميم)

- ٥ -

(١) من الظاهرات المنتشرة بين كثير من البلاد العربية القاف الصعيدية والجيم القاهرية. أما أولاهما فهي من آثار القبائل العربية عامة وبخاصة النجدية ويستثنى من قبائل العرب قريش الذين ينطقون بالقاف الصريحة. وأما أخراهما وهي الجيم القارية فهي من آثار القبائل اليمينية. فتميم ومن جاورها ينطقون القاف كما ينطقها الآن أهل الصعيد واغلب مديريتي الشرقية والبحيرة. وأهل اليمن كانوا ينطقون الجيم كما ينطقها الآن أهل القاهرة وأكثر الوجه البحري. ولم يرد هذان النطقان للقاف والجيم في القراءات الصحيحة للقرآن.

(٢) بنو تميم يقلبون العين والهاء حاءين ويدغمون أحدهما في الآخر في مثل معهم ومع هذا فيقولون: (محم، محاذا) ولم يفعلوا مثل ذلك فيما إذا تقدم الهاء على العين. على أن هذا القلب في مثل معهم وألم اعهد لم يرد في القراءات الصحيحة للقرآن وقد سبق أن التميميين يسكنون الوسط تخفيفاً على طريقتهم إذا سكنوا تاء (وتد) قلبوها دالا وادغموها فيما بعدها فقالوا (ود) بالتشديد. ويبدو أن التميميين ميالون إلى الإدغام فيما تماثلت مخارجه من الحروف أو تجانست أو تقاربت. ولعل هذا يفسر لنا السر في أن أبا عمرو بن العلاء التميمي أحد القراء السبعة اختص في القراءات بما يسمونه الإدغام الكبير، وذلك ما سأشرحه عند ترجمته أن شاء الله.

(٣) بعض تميم يقلبون تاء ضمير الفاعل طاء إذا كان لام الكلمة صاداً أو ضاداً أو طاء أو ظاء، فيقولون في مثل فحصت وعرضت وأحطت وحفظت (فحعط وعرضط وأحط وحفظط) ويظهر أن الذين يفعلون ذلك منهم يميلون إلى بقوية التاء حتى تشبه الطاء فقد ورد في معاجم اللغة أن كلمة (أفلطني) لغة تميصية قبيحة في (أفلتني) ولكن هذا التضخيم التميمي لم يرد في القراءات.

(٤) إذا جاءك فعل لم تسمع مصدره ففي شافية ابن الحاجب قال الفراء: النجديون يقيسونه

<<  <  ج:
ص:  >  >>