تميز الأسبوع الماضي بمظهر أدبي رائع هو نظهر التقدير للأدب والإكبار للفن والتكريم للمواهب والإعجاب بالخلق القويم، إذ اجتمع أبناء العروبة من سائر الأقطار في دار الأوبرا الملكية بعد ظهر يوم السبت الماضي لتكريم شاعر العروبة الكبير صاحب العزة خليل مطران بك. فكان جمعهم وما أبدوا فيه من جميل الرأي مظهراً من مظاهر الوفاء الطيب في عرفان الجميل للرجل الطيب.
وكل جميل يؤديه أبناء العروبة نحو مطران إنما هو وفاء للدين ورد لبعض الصنيع الذي بذله ذلك العبقري نحو أبناء العروبة وعاش عليه طول حياته المديدة إن شاء الله، فما حياة مطران في الواقع إلا فيضاً من المجاملة وحسن الصنيع يؤديه نحو الكبير والصغير والغني والفقير، وينهض بذلك في ميدان الحياة العامة ويأخذ به نفسه في النواحي الخاصة، ويبذل لذلك من أدبه ومن خلقه ما يعد غريباً عن طبيعة البشر، وناهيك برجل جاوز الثمانين ولا يستطيع أحد أن يحصى عليه إساءة لشخص أو موقف تخلف عن طريق الخير، على أنه مع هذا كله ظل على تواضعه لا يمن ولا يتطاول ولا يتنفج بما أجدى في الأدب وبما أبدى في الخير، فلا غرو إذا ما اجتمع أبناء العروبة لتكريمه وأجمعوا على تقديره، ولا غرو إذا ما صنعوا له ما هو أكبر من التكريم والتقدير. . .
حفل حافل:
ويطول بنا القول إذا أخذنا أنفسنا بتسجيل الذين حضروا هذا الاحتفال أو شاركوا فيه، ويكفى أن نعرف أنهم الطلائع من أعلام السياسة والقانون والأدب والصحافة والمقدرين للفن والمواهب في العالم العربي، ولقد زاد في روعة الحفل أن توجه الفاروق حفظه الله برعايته السامية فأناب مندوباً حضر الاحتفال وأبلغ المحتفى به سابغ العطف الكريم والتحية لشخصه خاصة ولأهل الأدب والعلم عامة.
الخطباء والشعراء:
وبعد أن ألقى الأستاذ خليل ثابت بك كلمة الافتتاح تعاقب الخطباء والشعراء في إلقاء