مرير، البديه، الهناء، المساهمة، أبحاث - إلى المنصورة، إلى
المنصورة وطن الشعر والخيال.
جناية الجمال
أكتب هذه الكلمة في مساء اليوم الرابع عشر من شعبان بعد إذ نقل المذياع دعاء شيخ الأزهر الشريف بأن يكشف الله الغُمة عن الأمم الإسلامية، وهو دعاء أمّن عليه جمهور كبير بدعوة صاحب الجلالة الملك (ملك مصر بعون الله) أيد الله ملكه، واستجاب دعاءه، فدفع السوء عن بلاد العرب والمسلمين.
وفي هذا المساء يتحدث الناس عن المخاوف التي تساور مصر في الحدود الغربية وفي بعض أقاليم السودان. . . وتلك أحاديث تقبض الصدور، وتحزن القلوب، ثم تقهر النفس على التفكير في جناية الجمال على الجميل، فما تلقى مصرُ المكاره إلا بفضل ما تعد من خيرات وثمرات، وما تُمكّن للظاهرين عنها من السيطرة على الغرب والشرق، لأنها منذ الأزل إقليد الغرب والشرق، وإلا فكيف جاز أن تكون هدفاً أبدياً لكل من جن له الدهر في التاريخ القديم والتاريخ الحديث، بحيث يُمكن الحكم بأن جمالها لم يفارق خيال الطامعين في زمن من الأزمان؟
وهل مر على مصر عام واحد بلا ابتلاء بمكايد الطغاة والمسيطرين؟
من يصدّق أن مصر جشمت الناس المتاعب في التاريخ القديم يوم كانت صعوبة المواصلات لا تسمح بأن يصل إليها المغيرون إلا بعد التعرض للمخاطر والمعاطب في الشهور الطوال؟
وهل يعرف أحد كيف جاز أن تكون المعضلات الأخلاقية والاجتماعية في مصر هي أهم ما شُغلت به الكتب السماوية؟
ومن نحن حتى تكون بلادنا أخطر البلاد التي تحدّث عنها القرآن المجيد؟