كتب إلي أحد المتخرجين في كلية الآداب يقول:(ألا ترى أن إصرارك على تفنيد آراء الأستاذ أحمد أمين فيه تجريح لكلية الآداب، وأنت أقسمت على الوفاء لكلية الآداب)؟
وأقول إني ما نسيت ذلك القسم العظيم، وسأظل طول دهري وفياً لكلية الآداب
ولكن كيف يصح القول بأن تفنيد آراء الأستاذ أحمد أمين ينافي الوفاء لكلية الآداب؟
إن كلية الآداب لها رسالة أدبية وفلسفية، وهي تروض أبناءها على الفناء في الحق، وتنكر عليهم أن يكونوا أبواقاً تذيع أهواء الجاهلين، فمن الوفاء لتلك الكلية أن نراقب ما ينشر باسمها من المباحث والآراء، وأن نتعقب أساتذتها بالنقد حين يقضي الواجب بلا ظلم ولا إسراف
وقد استبحت قبل اليوم نقد آراء الدكتور طه حسين وكان عميداً لكلية الآداب، فلم يقل أحد إن ذلك النقد كان تجريحاً لتلك الكلية وخروجاً على يمين الوفاء
وهل خرج الدكتور عبد الوهاب عزام على كلية الآداب. حين أنكر آراء الأستاذ أحمد أمين؟
وماذا تريد منا كلية الآداب؟
أتريد أن نطوف بأحجارها طواف الخشوع فنرى كل صدىً يرن في حجراتها وغرفاتها وحياً نزل من السماء؟
إن تقاليد تلك الكلية قامت على أساس الفتوة، وقد شرعت النضال والعراك حول المذاهب والآراء، فليعرف بعض الأساتذة هناك أن الوشائج الصحيحة بيننا بينهم ترجع إلى أصل أصيل من تقاليد تلك الكلية، هو الثورة على الأخطاء والأغلاط والجهالات
ونحن ماضون في سبيل النقد الأدبي بجرأة وصراحة رعاية للحق، ورعاية لتقاليد تلك الكلية الغالية، جعلها الله إلى الأبد مثابة لحرية الرأي والعقل، ونجاها من عادية الأهواء!
وارجع إلى الموضوع فأقول:
رأى القارئ كيف أخطأ أحمد أمين حين وازن بين الوثنية العربية والوثنية اليونانية، لأن