١ - المجالس النيابية والأنظمة البرلمانية من عمل الأوربيين، وهي حديثة العهد في الشرق، فإذا كانت قد نجحت في الغرب، فإنا نرجو لها نجاحاً مماثلاً لدينا، لأنه إذا أثبتت قواعدها ظهرت فعاليتها في أوساط الأمم العربية، وأمكن أن تؤثر في تطورها ونجاحها. بل أن أمم العروبة في حاجة إلى هذه النظم لتحركها وتهزها وتشعرها برسالتها.
نشير إلى هذا بمناسبة ما توارد من مدينة دمشق عن التفكير الجدي في دعوة الاتحاد البرلماني العربي إلى الاجتماع، وهي فكرة تستحق كل تقدير وتشجيع من المؤمنين بالأنظمة البرلمانية وتستدعي كل اهتمامهم لأن الديموقراطية لا تزال تسير في مراحلها الأولى، بل إن بعض البلاد العربية والإمارات الصغيرة ليس لها أنظمة أو دساتير، فالعرب في حاجة لمن يدعوهم إلى الأخذ بها. ولا تزال فكرة إشراك الجماهير في حكم البلاد جديدة عندنا، كما أن إعطاء المدن مسئولية حق التصرف في المرافق العامة وحاجيات السكان لا تزال محصورة في نطاق ضيق، كذلك فكرة السير نحو تطبيق اللامركزية وتوزيع مسئولية الحكم بين الهيئات المختلفة من مجالس مديريات وبليدات لا تزال في دورها البدائي التحضيري، ولا يمكن أن تستند أسس الحياة البرلمانية العربية على قواعد ثابتة وتتجه البلاد العربية نحو الديموقراطية الصحيحة قبل أن يتمرن السكان ويتدرب أهل القرى والبلاد والمدن على إدارة شئونهم المحلية أولا ثم يثبت في عقولهم وعلى المراقبة والإشراف على المصالح القومية والمسائل العامة: كما نرى ذلك في البلاد الأخرى.
فالحياة البرلمانية يجب أن تقام على أسس اللامركزية التي يجب أن تأخذ بها البلاد العربية في سيرها نحو الحياة الديموقراطية الصحيحة.
يقظة الوعي الجماعي نحو الاتحاد العربي:
٢ - أن المحاولات التي تمت في السنوات الأخيرة بإيجاد هيئات اتحادية بين الدول العربية لا تزال في خطواتها التمهيدية وتعد جامعة الدول العربية خطوة أولى نحو هذا