التعاون في الميدان الدولي الحكومي، وقد ظهرت بجانبها هيئات شعبية رأينا منها: منظمة الاتحاد العربي وجمعية الوحدة العربية، وهي هيئات غير حكومية يقوم بها الأفراد وتتجه مع جامعة الدول العربية نحو إيجاد هذا التعاون والتفاهم المنشود الذي حلم به الغرب منذ أكثر من ربع قرن.
الاتحاد البرلماني حلقة من حلقات هذا الاتحاد
٣ - فقيام فكرة تأسيس اتحاد برلماني عربي فكرة وجيهة إذا قصد منها تقوية العمل الذي تقوم به جامعة الدول العربية وإذكاء الجهود التي تقوم بها الهيئات التي تمثل الناحية الشعبية الحرة بين الأمم العربية المختلفة. لأن قيمة أي نظام شعبي أو برلماني أو حكومي هي في مدى الجهود التي يبذلها لتحقيق نهضة هذه الأمم ونقلها من الحياة التي تعيش فيها إلى حياة القرن العشرين ثم في مقدار التأثير الذي يوجده هذا النظام في تحويل الشعوب وتركيز الجهود لجعل هذه المجموعة العربية ذات كيان حائز لاحترام وتقدير بقية العالم المتمدن وثقته فيها وإيمانه بأنها شعوب حية قادرة على حمل أعباء الاستقلال والسير به نحو البناء والنماء والتطور.
تكوين الاتحاد البرلماني العربي
٤ - ولهذا نرى من المبدأ أن يكون هذا الاتحاد ممثلاً لبرلمانات البلاد العربية وهيئاتها النيابية، وأن يكون أول أغراض هذا الاتحاد تحقيق التعاون والتفاهم في الشئون السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية رغبة في إيجاد نوع من التقارب والتكاتف بين الحكومات والشعوب والجماعات: وهذا ما لم يتحقق للأسف.
وإن مجرد وجود فكرة عن تشجيع اجتماع عدد من النواب والشيوخ الممثلين لمختلف الشعوب العربية في هيئاتها البرلمانية من فترة لأخرى ونهوض هيئة إدارية ونوع من الرئاسة ومكتب دائم، كل ذلك من شأنه أن يساعد في تكوين فكرة عملية واتجاه معين للتقريب بين وجهات النظر في الأوساط البرلمانية إذا أحسن القائمون بهذا الأمر سياستهم وابتعدوا عن إثارة الشكوك القائمة بين الدول العربية، ولم يشغلوا أنفسهم بانتزاع ما هو من صميم اختصاص الحكومات العربية وما هو من صيم عمل جامعة الدول العربية وميثاقها.