دخلت فانيا شرفة الفندق فانحنى لها الخادم بينما وقف إليوت لاستقبالها. . . وقبل الشاب أناملها في رفق. . . وحين جلسا بادرها قائلاً:
- أصغي إلي يا فانيا. . . يجب أن أرحل هذه الليلة. . . إنني متأسف كثيراً لذلك، بيد أن الأمر جد هام أعني أن لدى أعمالاً تستلزم رحيلي إلى الغرب. . . فقد وصلني اليوم خطابك. . . فقاطعته قائلة: أعمال. . . لم أكن أدري أنك قدمت إلى موسكو لأجل العمل. ولكن خبرني، ألا ترجع ثانيةً لموسكو. . .؟ وهل أنت ذاهب بعيداً. . .؟
فأجاب: إني ذاهب إلى باطوم. . . ولكنني سأعود ثانية فإن الأوامر التي عندي تقضي على بالبقاء في باطوم لمدة أسبوع. . . سوف أشعر بكثير من الوحشة لفراقك يا فانيا. . .
وشعرت الفتاة بشي من الاضطراب إذ لم يبلغ سمعها أي نبأ عن وصول مثل هذا الخطاب. . . وخطر لها أن تتحرى الحقيقة من أعوانها. . . فاستأذنت الشاب لبضع دقائق.
ودخلت فانيا الغرفة السرية التي يحتلها مندوب قلم المخابرات السرية في الفندق. . . ونظرت إلى الرجل الذي كان يجلس إلى المكتب وقد ارتدى معطفاً غليظاً. . . ثم قالت:
- يقول الشاب إنه ذاهب إلى باطوم الليلة وذلك بناء على التعليمات التي أرسلت إليه في خطاب وصله اليوم. . . وسيعود إلى موسكو ثانية بعد أسبوع.
فهتف الرجل قائلاً: ليس هناك خطاب أيتها المواطنة. . . إننا ندري كل شيء عن المحادثة التليفونية. . . على كل حال ستذهبين إلى باطوم الليلة. . . وسأنظر في أمر جواز سفرك. . . على إني أعتقد إنه لمصلحة المهمة التي تقومين بها ينبغي أن تسافري بالدرجة الثالثة. . .
كان قطار الغرب مزدحماً ازدحاماً شديداً في تلك الليلة. . . ولقد استطاعت فانيا أن تجد