مقعداً خالياً بصعوبة شديدة. . . وبعد أن وضعت السلة التي كانت تحملها فوق المقعد غادرت العربة. . . ووقف فوق الرصيف ترقب وصول إليوت. . . ولم يمض أكثر من بضع دقائق حتى رأته يشق لنفسه طريقاً وسط الزحام الشديد. . .
ووصل القطار أخير إلى باطوم بعد رحلة شاقة. . . فغادرت فانيا العربة وراحت تراقب إليوت عن بعد. . . واستمرت في رقابتها حتى انصرف من المحطة واستقل سيارة ثم انطلق إلى فندق باطوم. . .
وفي المساء تسلل شبح إلى ممر فندق باطوم ولم يلبث هذا الشبح أن دخل إحدى الغرف في هدوء. . . وتلفت فانيا حولها فوجدت أن رجال قلم المخابرات قد زودوها بكل ما يلزمها في عملها. . . ولم تمض لحظة حتى طرق رئيس قلم المخابرات السرية في باطوم الباب. . . وحين دخل بادر الفتاة قائلاً:
- لقد كانت حيلة مرض الأخ الأصغر حيلة تدل على الذكاء النادر، على إنني واثق إن بين اليوت ومحادثه طريقة سرية للكلام، وفي اعتقادي أن كلمة بورد وتعني باطوم وأن سان سباستيان مثلاً يقصد بها سبستابول. . . يا له من أمر مضحك. . .
فقالت فانيا: ماذا تعتقد إنه سيحدث. .؟
فقال الرئيس: أعتقد. . . إنني متأكد مما سيحدث لأن من واجبنا معرفة الحقائق. . . يوجد شخص معين في باطوم يعرف الكثير من المعلومات الهامة عن أحد المشروعات الهندسية الكبيرة التي ستنفذها الحكومة على نهر فولجا. . . إن هذا الرجل روسي لسوء الحظ. . . ولما كانت معلومات هذا الرجل تهم الكثيرين من المهندسين الأجانب وبخاصة الإنجليز منهم فقد جاء أليوت لمقابلة هذا الرجل للحصول منه على ما عنده من المعلومات. ومع ذلك فإن الرجل لن يستطيع أن يبوح بهذه المعلومات إلا مرةً واحدة. . . وسوف نمكنك من سماع ما سيدور بين الرجلين من حديث بواسطة تليفون سري أعد لك في الغرفة رقم ١١٤. . . والآن أريد أن أوجه انتباهك إلى إننا نريد الرجلين معاً. . . سوف نكون في حاجة إلى شهادتك فيما بعد. . .
تلفتت فانيا حولها في اشمئزاز، فقد شعرت للمرة الأولى بالكراهية للعمل الآلي الذي تقوم به. . . والواقع إنها كانت تحس اضطراباً داخلياً لم تستطع مقاومته. . . كانت تريد أن