تطلق الجاسوسية ومؤامراتها وإيقاع الأبرياء في حبائلها لتسوقهم إلى الهلاك. . . أجل لقد شعرت بأنها امرأة شريرة. . .
واستولى الإعياء عليها، وشعرت برعب عظيم يتسرب إلى قلبها ولكنها استطاعت أن تقاوم هذا الذعر وبدأت تفكر في هدوء!
ودق جرس التليفون فجأة فأفاقت من تأملاتها. . . وسمعت صوت عامل التليفون يعلن أن رجلاً اسمه المستر راكوف قد اتصل بالمستر أليوت وطلب إليه أن يحدد له موعداً للمقابلة كي يطلعه على النماذج اللازمة. . . ولقد حدد المستر أليوت الساعة السادسة للمقابلة في الغرفة رقم ١١٠. . .
وبدأ للفتاة أن وقت العمل قد حان، فقد أستقر رأيها على أمر معين وصممت على تنفيذه مهما كانت العقبات التي تعترض سبيل هذا التنفيذ. . .
وتسللت فانيا من غرفتها إلى الشرفة في هدوء. . . وتقدمت إلى الغرفة رقم. . . وطرقت النافذة في رفق، وحين فتح اليوت النافذة وضعت في يده مذكرة صغيرة كانت قد أعدتها في غرفتها ثم قفلت راجعة دون أن تلوى على شيء. . .
كان قلبها يدق في عنف ووحشية. . . وشعرت بنوع من الحمى يدب في جسدها، ولكنها - مع ذلك - شعرت بشيء من الطمأنينة إذ حذرت الشاب في الوقت الملائم.
وفي الساعة الثالثة سمعت فانيا وقع أقدام الشاب في الدهليز وصوت أقدامه وهو ينزل الدرج - وراحت تتساءل: ترى هل سيعمل بنصيحتها. . .؟ وهل ستنقذه هذه النصيحة من مصيره المحتوم؟!
لم تكن ترتاب في أنه إنما قدم إلى الروسيا ليبتاع معلومات لو إنها أذيعت لسببت متاعب جمة لحكومة السوفييت. . . إنه أحد أعداء بلادها ويجب القضاء عليه بكل الوسائل الممكنة. . . ولكن. . . يا لله. . . لقد أقدمت على خيانة وطنها خيانة عظمى دون أن تدري لذلك سبباً. . .
ودقت الساعة في بهو الفندق معلنة الرابعة والنصف ومع ذلك لم يعد أليوت. . .
وحين دقت الساعة الخامسة بدأت تتساءل: ترى هل هرب؟
ونظرت الفتاة إلى ساعتها فإذا بها السادسة إلا ربعاً. . . وما هي إلا لحظات حتى سمعت