وهي بلاد العجائب بغير حدود من المكان ولا من طبقات السكان؛ فإنها لتجود بالعجائب في الشمال وفي الوسط وفي الجنوب، وإنها لتجود بها على أيدي (المتسولين) كما تجود بها على أيدي أصحاب الملايين.
وأعجب العجائب حقاً ما جاء من الوسط على رواية بعض الأنباء البرقية. ولا عجب. . . فانك لتستطيع أن تقول (اعجب العجائب الوسط) كما تقول خير الأمور الوسط. فلا تعدوا الصواب.
وبلاد المكسيك هي البلاد الوسطى بين الشمال والجنوب في القارتين الأمريكيتين.
وعجيبتها المروية هي عجيبة الشحاذين، وهي أعجب ما سمعناه من بلاد العجائب في هذه الأيام.
روي عن صحيفة (اليونفرسال جرافيكو) المكسيكية أن الشحاذين في عاصمة المكسيك قد اتفقوا على الحد الأدنى الذي ينبغي أن يقبلوه ليكون لهم عمل مجد على قدر المستطاع. وقرروا أن يرفضوا على نصف المليم ولا يمدوا أيديهم إلى مادون خمسة مليمات، وعليهم أن يرفضوا الصدقة إذا نقصت عن القيمة المقررة على الوجه الذي يرونه بالغاً في التأنيب والملامة. حسبما يقتضيه الموقف أو يقتضيه الحال)
هذا هو الخبر العجيب!
وهو ولا شك من (علامات الزمن) كما يقولون. لأننا في زمنالادعاء والطلب بالحق والباطل: كل يزعم له حقاً وكل يطالب بحق، حتى من لا يعمل له ولا معمول له على نفسه. وما من أحد قط تذكر الواجب عليه أو ينظر حقوق الآخرين.
وقد كانت مصر تدعى من قديم الزمن ببلاد العجائب، أو تدعى على الأصح ببلاد المفارقات.
وكان أهل مصر يقولون على سبيل الإغراب في الدلالة على التبجح والصفاقة:(حسنة وأنا سيدك!) ويخيل إليهم أنها غاية الغايات في الإدعاء وقلة الحياء. ولكنه عصر غابر