للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

باريس، أحمد حافظ عوض، أبو تمام

الأستاذ الكبير أحمد حافظ عوض بك اليوم في باريس. وهو يبعث منها برسائل أحمدية: ذات بساط أحمدي. . . وقد أخبر في الأولى التي عنوانها (ما بال باريس اليوم ليست باريس؟) أنه يمم حاضرة الفرنسيس من قبل وهو في الثلاثين ويجئ إليها اليوم أخا ستين - أخو ستين يا أبا الحفَّاظ، الله أدرى بالحقيقة - وأنه ما رآها وهو شيخ كما آنسها في الشباب في شبابه:

// لا يبعدنْ عصرُ الشبا ... ب الناعم الغض الرطيب!

كان الشباب حبيبنا ... كيف السبيل إلى الحبيب!؟

ومما سطره: (فماذا جرى يا ترى، أترى باريس تغيرتْ كما تغيرت، أم كبرتْ كما كبرت؟) ثم أفاض الأستاذ في المقال ثم قال في آخره: (فباريس ليست باريس لأنك أنت لست أنت) ولو تذكر صاحب (الكوكب) بعد هذا الكلام (حبيباً) لأعطاه هذه الأبيات العبقريات فجاءت في الختام من آيات التمثيل الباهرات. وهأنذا أرسل بها إليه في (الرسالة) لينشدها الأستاذ في كل صبح ومساء، ما أقام في باريس:

لا أنتَ أنتَ، ولا الديار ديارُ ... خفّ الهوى، وتولت الأوطار!

كانت مجاورة (الربوع) وأهلها ... زمناً عِذاب الوِرد، فهي بحار!

أيامَ تدمى عينَه تلك الدُّمى ... فيها، وتقمر لُبه الأقمار!

إذ لا (صدوف) ولا (كنودُ) أسماهما ... كالمعنيين، ولا (نَوارُ) نوارُ!

بيض فهن إذا رُمقن سوافراً ... صور، وهن إذا رَمقن صُوار!

في حيث يُمتهن الحديثُ لذي الصِّبا ... وتحصّن الأسرار والأسرار!

وصدر هذا البيت، فحواه أن هناك (اللقاء والحديث) فقط والشطر الثاني ظاهر، وأنا ما ذهبت إلى باريس فلست أعرف حالها، فهل يصدق (العجز) فيها؟ العلم عند الأحمدِين العارفين: أحمد شوقي، أحمد حافظ عوض، أحمد حسن الزيات، العلم عند العارفين. . .

(القارئ)

تكريم الدكتور زكي مبارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>