(وقال الكاتب العربي أ. م في الرسالة قولا كريماً مشكلة اللاجئين كان له النفس هذا الصدى)
ف.
(قطرات من الدموع، نداً من الرحمة، وقليل مما يسد الرمق، ذلك ما يطلبه اليائسون من المترفين، وحسبهم منه القليل) كما يقول لا مارتين، ترى، أكان من ذلك وحيك، لتمسح جراحاً وتهز قلوباً، وتحيي ضمائر، وحولك مأساة تكاد لها الجبال الصم تميد؟. .
قلت في صرختك:(إنني كفرت بالضير الإنساني، كفرت به حين كفر هو بكل وشيجة من وشاج الإنسانية! وكل خليقة من خلائق الأحياء، حين تكون هذه الخلائق مجموع من المشاعر والأحاسيس. . . مشاعر الدم الواحد واللغة الواحدة والتقاليد الواحدة وأحاسيس الأخوة والعروبة والجوار!) وإنه لحق، لولا نفوس ترسل النداء - كما أرسلتموه - جهيراً قوياً: ألا رفقاً أيتها الحادثات، غفراناً أيها الإخاء المعذب، فما نسينا لك - على الشدائد - عهداً، وأن هادن الدهر وضلت عن السبيل القوافل:
قد هادن الدهر حتى لا قراع له ... وأطرق الخطب حتى ما به حرك
أو كفرت بالعروبة حين عادت لا تجمعها - عند النزول - جامعة من دين ولغة وتاريخ، حين دخلت معركتها الأولى بلا إيمان لتفضحها مشكلة اللاجئين ويصمها حكم التاريخ، والدليل الحق لا يدفعه دافع؟ أو راعك صوت التاريخ يقول لفلسطين ما قاله شاعر أثينا يوم هوت:(لقد اختفت أثينا من صفحة الوجود، ليختفي الربيع من فصولك أيها الزمن!.)
وهل كانت محنة فلسطين إلا محنة العروبة في شرفها تصاب، وللعروبة أبناء فلسطين يردون موارد الهلاك إدلاء، فما نقض مضاجع توجعاً من موت يسري في جموعهم، ومن شقاء يبيدهم: