ليس لها اسم إلا (الفضيحة)، وقد وقعت مع الأسف في استقبال العاهل
العربي العظيم، الذي تهيأت مصر لاستقباله بما لم تستقبل به أحداً من
قبل. . . فمن يا ترى هو المسئول؟
لقد وددت أن أسكت حتى تنتهي الزيارة الكريمة، ولكني خفت أن تتهم مصر في ذوقها في حين أنها بريئة، وأنها (عملة) ذهن عامي كليل. ولا بد أن كثيراً من الضيوف الكرام قد لحظ هذه (الفضحية)، فمن حق مصر أن أبرئها من (عملة) هذا الذهن العامي الكليل!
في مصر شعراء والحمد لله - فلم تعقم بعد - وشعور هؤلاء الشعراء فياض بالحماسة والحب والتكريم للعاهل العظيم. . . ولكن ذهناً عامياً كليلاً في محطة الإذاعة، أو في غيرها، أراد أن يختار قطعة تغنيها مطربة الشرق العربي (أم كلثوم)، فلم يجد أن شعور مصر الدافق كله يستطيع أن ينشيء قطعة مناسبة لهذا الغرض الكريم، فبحث وبحث حتى وجد قطعة للمرحوم شوقي بك (قيلت في مناسبة المولد النبوي الشريف)، فاختار أن تغنيها لتحي بها الملك العظيم.
ولكن القطعة - وهي في مناسبة خاصة - لا تحوي نصاً صريحاً يتفق مع المناسبة الحاضرة. . . وهنا يتفتق ذلك الذهن العامي الكليل عن حيلة طريفة. . . يستدعي شاعراً معاصراً هو الأستاذ محمد الأسمر لينظم أبياتاً تلصق بأبيات (شوقي)، وتفي بهذا الغرض الجديد!
يا للذكاء!! أيجرؤ ذلك الذهن العامي على اتهام الشعراء المعاصرين أجمعين بأنهم لا يستطيعون الوفاء بمناسبة حاضرة كريمة تهز شعورهم وشعور المصريين أجمعين؟
وإذا كان قد قدر عليه المقدر (كما يقولون في العامية)، ولجأ إلى شعر قديم يستوحيه؛ فإما أن يجده وافياً بالغرض، وإما أن ينصرف عنه، بغير هذا الترقيع الذي لا أدري كيف أسميه!
وتشاء المصادفات أن تمضي (الفضيحة) إلى نهايتها، فتأتي الرقعة الجديدة - على غير