قد سبق لي أن أخبرت قراء هذا الباب من الرسالة أن المجلد الثالث من (تكملة تاريخ الآداب العربية) للمستشرق الكبير بروكلمن قد أخذ في الظهور؛ فوصفت الجزء الأول منه وقلت إن المجلد كله موقوف على الأدب العربي الحديث. وهذا الجزء الثاني يصلني وفيه مواصلة الحديث في الشعر المصري منذ هبوط الإنجليز هذا القطر (ويقول بروكلمن: منذ احتلال الإنجليز له)، ويجري الحديث على حافظ إبراهيم ومصطفى صادق الرافعي واحمد محرم والكاشف وأحمد نسيم وحسن القاياتي، وهم ممن نحوا نحو البارودي في النظم على الطريقة الاتباعية. ويجري الحديث بعد هذا على البكري وعبد المطلب وهما من أصحاب تلك الطريقة مع بعض الإفراط. وينتقل الحديث إلى خليل مطران على لأنه صاحب مذهب جديد في الأداء مع بقائه على المبنى القديم. وممن حذا حذوه أحمد زكي أبو شادي؛ وممن يلتف حوله عبد الرحمن شكري. وقد أفاض صاحب الكتاب في تحليل شعر مطران، ومما قاله إنه جاء بالملاحم وألف بين النظم الإفرنجي والأسلوب العربي، وأفاض أيضاً في وصف شعر أبي شادي
ومن المراجع العربية التي عوّل عليها المؤلف أو ذكرها:(حياة حافظ) لمحمد كرد علي، (حافظ وشوقي) لطه حسين، (المختارات) للمنفلوطي، (على السفّود) للرافعي (ثورة الأدب) لمحمد حسين هيكل، (الفصول) للعقاد. ومن المجلات العربية المذكورة في سياق البحث: المقتطف والهلال والرسالة ومجلة المجمع العلمي العربي ومجلة الأزهر
ب. ف
عبث الوليد
أشكر الأستاذ الجليل إبراهيم يسن القطان على مكارمه وفضله وأدبه وسعة اطلاعه. أما عن قول المعري (عبث الوليد) فقد جاء في كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان في ترجمة المعري ما نصه:
(واختصر ديوان أبي تمام وشرحه وسماه (ذكرى حبيب). وديوان البحتري وسماه (عبث