قرأت لكم مقالاً تحت عنوان (العبقرية والحرمان) بأحد أعداد الرسالة الزهراء. وكنت ككل كتاباتك ملهماً مبدعاً حتى أنني قرأت المقال مرات ومرات، واستوقف نظري بين ثناياه كلمات كتبتها عن (بيرون) الشاعر الإنجليزي العظيم عندما تقول: (إن بيرون في الأدب الإنجليزي قد أبدع أعظم آثاره الفنية وهو يتقلب في بحبوحة من العيش لا تتهيأ إلا لمن كان في مثل مركزه الاجتماعي العظيم). . . وفي الوقت نفسه تحاول السيدة أمينة السعيد في كتابها عن شاعرنا هذا، وهو أحد أعداد سلسلة (اقرأ) أن تنقض هذا الرأي وأن تقول إن التاريخ الأدبي لم يخلد (بيرون) وأشعاره إلا يوم أن كان يعيش تحت كآهل الحرمان! وإليك هذه السطور التي كتبتها عنه: (كانت طبيعة بيرون الحقة إذا حزن وتألم فاض بالشعر قلمه في سهولة وقوة وعذوبة، وإذا سعد وهدأت ثورته هدأ الوحي بهدوء نفسه وضعف بضعف ثورته، وظل على هذا الحال طوال حياته، فسجلت أيام الشقاء أروع قصائده وأكثرها خلوداً). إلى هنا ينتهي رأي الكاتبة الأديبة. وهو رأي يحتاج إلى التأمل العميق والحكم بأي الرأيين أصوب. . . إننا نقدس حرية قلمك ونزاهته، ونأمل أن يكون الرد على صفحات الرسالة.
عبد العال حسن إسماعيل
(معهد فؤاد الأول بأسيوط)
أشكر للأديب الفاضل كريم التقدير وأدب الخطاب، وأسجل إعجابي بهؤلاء الشباب المخلصين للأدب والفن من طلاب الأزهر في هذه الأيام؛ وإنها لظاهرة تبشر بالخير في مجال خلق جيل يقرأ ويناقش وينهل من ينابيع المعرفة في شتى فنون الفكر وألوانه. . . من حق هذا الجيل الجديد أن أحييه على صفحات (الرسالة)، لأن الكثرة الغالبة فيما أتلقاه من رسائل ممتازة هي من طلاب الأزهر لا من طلاب الجامعة!