قدمنا أن الأدب ينقسم إلى الأدب الإنشائي والأدب الوصفي. فالان نبين أن الأدب الإنشائي ينقسم قسمين: شعراً ونثراً
فالشعر أو القريض، كلام موزون مقفَّى
الوزن أن يكون للكلام مقادير محدودة من الحركات والسكنات متتابعة على نسق خاص. فينشأ من هذا التتابع نغمة وتختل هذه النغمة إذا زادت الحركات والسكنات أو نقصت، أو اختلف تأليفها.
والتقفية أن تكون أبيات القصيدة الواحدة متشابهة في أواخرها ولا سيما الحرف الأخير. ففي قول المتنبي:
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... وثغرك وضّاح ووجهك باسم
نجد البيتين على وزن واحد تتوالى الحركات والسكنات فيهما على نسق متفق وينتهيان بكلمتين متشابهتين في الوزن وفي الحرف الأخير. وهما نائم وباسم. وسيأتي تفصيل هذا في باب الشعر
أما النثر فكلام لا يلتزم فيه وزن ولا قافية
وتعريف الشعر والنثر بهذين التعريفين فيه نظر إلى الألفاظ لا إلى المعاني
وأما تعريفهما من جهة المعنى فالشعر كلام تنشئه عاطفة قوية أو خيال والنثر كلام مطلق يكون أحياناً مبنيّاً على الفكر المرتب، وأحياناً ناشئاً من العاطفة والخيال كالشعر. فالنثر من جهة المعنى أعم من الشعر
والتعريف المأثور عن أدباء العرب هو التعريف الأول - التعريف اللفظي
وقد نظر قدماء اليونان إلى معنى الشعر دون لفظه فقالوا أنه الكلام المبنى على الخيال المؤثر في النفس بالترغيب أو التنفير
والحق أن العرب حين نظروا إلى صورة الشعر فعرفوه التعريف السابق لم يهملوا جانب