أقام مجمع فؤاد الأول للغة العربية في الأسبوع الماضي حفلاً أدبياً بدار الجمعية الجغرافية الملكية لتوزيع الجوائز المالية التي رصدها هذا العام للفائزين في مسابقات البحث الأدبي والشعر والقصة، وقد افتتح الحفل الدكتور طه حسين بك بحديث ممتع مستفيض عن نشأة البحث الأدبي في الأدب العربي وتطوره بتطور العصور والثقافة، ثم تأثره بما اقتبسناه في ذلك من ألوان الأدب الغربي واتجاهاته، ثم انتهى إلى الحديث عن البحوث الأدبية التي قدمها أصحابها لنيل جائزة المجمع فقال:(وقد استحق ثناء المجمع وتقديره السيدة سهير القلماوي عن بحثها (ألف ليلة وليلة) والأستاذ سليم حسن بك عن كتابه (الأدب المصري القديم)، والأستاذ جما الدين الشيال عن (الترجمة في القرن التاسع عشر) والدكتور سيد نوفل عن كتابه (الطبيعة في الشعر العربي) والأستاذ أحمد خاكي عن كتابه (قاسم أمين).
ثم تحديث من بعده الأستاذ عباس محمود العقاد عن الشعر ومذاهب الشعراء في النهضة الأدبية الحديثة فقسمهم في ذلك إلى مذهبين، أو كما يقولون إلى مدرستين. مدرسة التجديد والابتداع ومدرسة التقليد والإتباع. وقد أنحى الأستاذ باللائمة على الآخرين بمذهب المدرسة الثانية، ثم قال: وقد رأى المجمع أن يوزع جائزة الشعر هذا العام بين شعراء المدرستين؛ فنالها الأستاذ محمد عماد عن (ديوان عماد)، والأستاذ محمد مفيد الشوباشي عن (ديوان الشوباشي) وهما من المدرسة الإبتداعية، كما نالها الأستاذ محمود غينم عن ديوانه (صرخة في واد) والأستاذ محمد الأسمر عن ديوانه (تغريدات الصباح) وهما من المدرسة الاتباعية أو التقليدية.
ثم تلكم الأستاذ محمد فريد أبو حديد عن القصة في نشأتها من عهد اليونان والرومان وما تم فيها من التطورات والاتجاهات ثم ما صار لها من المقام في الآداب العالمية قاطبة وما أصبح لها من الشأن في الأدب العربي الحديث، وبعد أن نوه بكثير من القصصيين النابغين قال: وقد استحق جائزة المجمع للقصة هذا العام الأستاذ محمد تيمور بك عن مجموع إنتاجه القصصي الغزير.
وعلى أثر انتهاء الأساتذة الثلاثة من إلقاء بحوثهم وقف الدكتور منصور فهمي باشا