نشرت الجريدة الرسمية للحكومة البلجيكية قانون جمعية تألفت أخيراً باسم (جمعية الصداقة المصرية البلجيكية)، وقالت إن غرض هذه الجمعية (توثيق الروابط الثقافية والاقتصادية بين مصر وبلجيكا)، وذكرت أن من أعضائها (أحمد صديق باشا، وعزيز أباظة باشا، والمسيو هنري أردن مدير شركة ترم القاهرة، وحضرة سكرتير المفوضية المصرية ببروكسل). . . إلى آخر من ذكرت من ذلك الخليط. .
ومنذ أيام قليلة كانت لنا قضية أمام مجلس الأمن، هي قضية الحياة والحرية والكرامة، ووقفنا في المجال الدولي نتبين العدو من الصديق ونفتش عن أولئك الذين عاشوا طول الزمن يغترفون من فيض الكرم المصري ويقتاتون بدم الشعب الطيب الوديع، فهالنا أن نرى (بلجيكا) في صف الأعداء، تأبى علينا الحياة والحرية والكرامة، وتعلن على مطالبنا حرباً شعواء في غير خجل ولا حياء، وهي التي تكسب من مال مصر كل عام ما يقدر بنصف دخلها أو يزيد.
في الشدة عرفنا العدو من الصديق، وأصبح من الواضح أين نتوجه بعواطفنا وإلى من نبذل صاقتنا، وبالأمس حمدنا لأديب المصري أن ألقى بوسام فرنسي من صدره إنكاراً لدولة أنكرت علينا حقوقنا، ولكن يظهر أن عندنا جماعة من محترفي (الصداقات) وهم في هذا السبيل لا يبالون مصريتهم ولا يراعون عواطف الشعب الذي ينحدرون منه وينتسبون إليه!
يقول الفلاحون عندنا في أمثالهم:(ليس بعد حرق الزرع جيرة)، فماذا يكون بينا وبين بلجيكا من الروابط بعد الذي كان من وقف تلك الدولة تجاه قضيتنا، وتجاه حريتنا، وبعد أن كفرت بافضال مصر واستخفت بكرم المصريين وكرامتهم؟؟
كلا أيها السادة، إن الكرامة المصرية أصبحت لا تحتمل هذا التهافت ولا تطيق تلك (الصداقات الرخيصة) التي تجلب لأصحابها ما تجلب من (الأسهم والسندات) ولكن على حساب الأمة المسكينة والشعب المنكوب!!