عمل حضرة صاحبة الجلالة (فوزية) وصاحبات السمو والنبل وسائر ذلك القبيل الكريم في (مبرة محمد على الكبير) ونظائرها - هو عمل رجال بل عمل أبطال؛ فقول جرائد ومجلات (فلانة عضوة في المبرة، وهن عضوات فيها) - شيء نكر، وإزعاج عظيم لا زواج الراقدين في (الجزيرة) من العرب الخلص في الجاهلية والإسلام، فما أنت العضو في وقت من الأوقات أحد.
وأبشع من تأنيث هذا المفرد تأنيث مجموعة فاستعذ بالله من كلامهم وقل - أما شئت أن تقول -: فلانة عضو في المبرة وهن أعضاء فيها وقس على هذا العمل أشكاله، ويصف أهله بأوصاف الرجال، فقل: محامي فلان فلانة، ولا تقل: محامية، وفلان طبيب فلان أو طبيب دار الشفاء وفلانة أستاذ تلك المدرسة أو الكلية أو الجامعة، وإذا حكم القضاء أم يجئن إلى القضاء بعد حين طويل (طوله الله) أو قصير (لا سمح الله) فقل: فلانة هي القاضي في دار القضاء، وكانت فلانة هي القاضي في تلك الدعوى. وإياك وأن تقول: كانت القاضية. . . وفي دار الندوة أو مجلس النواب يوم يجيء ذاك الأجل - ونراه بعيداً وإنهن ليرينه قريباً - هي نائب بين النواب لا نائبة والنائبة في الكتاب والحديث - مصيبة. . .
فإذا لغوت (أي تكلمت) بمثل ذلك وسطرت أحسنت ولم تسئ، وسلكت سبيل أهل التحقيق. قال الأمام صاحب (المخصص):
(وما وصفوا به الأنثى ولم يدخلوا فيها علامة التأنيث وذلك لغلبته على الذكر - قولهم: أمير بن فلان امرأة؛ وفلانة وصي بني فلان، ووكيل فلان، وكذلك يقولون: مؤذن بني فلان امرأة، وفلانة شاهد بني فلان. ولو أفردت لجاز أن تقل: أميرة ووكيله ووصية، وأنشد قول الشاعر:
فليت أميرنا وعزلت عنا ... مخضبة أناملها، كعاب
وربما أدخلوا الهاء فأضافوا، فقالوا فلانة أميرة بني فلان، وكذلك وكيلة ووصية. وسمع من العرب وكيلات، وهذا يدل على وكيلة، قال عبد الله بن همام السلولي: