لا تزال معركة التحرير على أشدها الحرب سجالاً بين المصريين والإنجليز، وقد أقضت أعمال الفدائيين الباسلة مضاجع الإنجليز، وأصبحت قواتهم خائفة تترقب الموت في كل حين وفي كل لحظة.
وفي ١٨ ديسمبر ١٩٥١ اجتمع محمد صلاح الدين باشا وزير خارجية مصر بمستر إيدن وزير خارجية بريطانيا في باريس لحل المسألة المصرية ولكن الاجتماع لم يسفر عن أي نجاح. وقد طلب إيدن إلى صلاح الدين باشا أن تتخذ الحكومة المصرية فوراً إجراءات لوقف حوادث القتال وتهيئة الجد للدخول في مفاوضات، فأجابه وزير الخارجية المصرية قائلاً إن جلاء القوات الإنجليزية هو الأجراء الوحيد الذي يكفل الهدوء والسلام في منطقة القنال والطريقة الوحيدة لتحسين العلاقات بين البلدان.
وسأل إيدن صلاح الدين باشا: هل لدى الحكومة المصرية مقترحات جديدة، فقال له وزير المصري (إن مطالب مصر تتركز في الجلاء الشامل الناجز ووحدة وادي النيل تحت التاج المصري) وأعلن أنه (لا مفاوضة إلا بعد الجلاء).
ولم يوافق إيدن صلاح الدين وهكذا فشل الاجتماع وعاد إيدن أدراجه إلى لندن.
وقد واصل الإنجليز عدوانهم في منطقة القنال، وقد واصلت قوات الفدائيين نضالها ضدهم فنسفوا قطاراً حربياً بريطانيا قرب السويس وآخر عند أبي سلطان وقد دمروا الخط الحديدي من ميناء الأدبية إلى معسكرات أكثر من مرة وكذلك نسفوا أنابيب المياه في كفر عبده وهي التي خرب الإنجليز هذا الحي من أجلها.
أسوأ عيد ميلاد
أقبل عيد الميلاد عبد السلام كما هو مفروض، ولكنه أقبل في هذا العام على الجنود الإنجليز في منطقة القتال وهم يقتلون ويقتلون. وقد أفزع نشاط الفدائيين المصريين الإنجليز مما أضطر قائدهم أرسكين إلى أن يذيع على القوات البريطانية نداء بمناسبة عيد