الميلاد استحثهم فيه ألا يشغلهم العيد عن مباشرة أعمالهم والقيام بما يضطلعون به من أعباء والمحافظة على سمعة بريطانيا (؟؟) والحذر من أعمال الفدائيين.
وجاء في النداء أن بريطانيا نجتاز الآن أزمة عصيبة غير أنها ترجو أن تمر بسلام وأن تصل إلى حل سليم لتسوية الخلافات بين الحكومتين المصرية والبريطانية.
وجاء عيد الميلاد فكان أسود عيد في حياة الجند الإنجليز في منطقة القنال، فقد اشتد نشاط الفدائيين في جميع أنحاء تلك المنطقة ونسفوا محطة الكهرباء في الفردان وأنابيب المياه في البلاح وقطعوا خطوط التليفون في أكثر من موضع وهاجموا الإنجليز في أكثر من مكان. وهكذا كان عيد السلام في هذا العام أسوأ عيد على المغتصبين البريطانيين.
كلم اللسان:
في يوم ١٣ ديسمبر ١٩٥١ استقبل معالي عبد الفتاح حسن باشا وزير الشئون الاجتماعية سعادة عبد السلام الشاذلي باشا وجرت بينهما مناقشة حول استيلاء الحكومة على نادي الجزيرة ودافع الوزير عن وجهة نظر الحكومة.
قال عبد السلام باشا للوزير: كان يجب عليك أن ترجع لوزراء الشئون السابقين لتستشيرهم قبل أن تقدم مثل هذا الاقتراح فإننا نعرف هذا النادي (الإنجليزي) ويظهر أنك لا تعرفه ولعلك لم تزره.
فقال عبد الفتاح باشا: لقد استشرت ضميري وراعيت في الاقتراح ما يقتضيه صالح بلادي دون أي اعتبار.
واحتدت المنافسة وقال الشاذلي باشا: إن قرار مجلس الوزراء بتخصيص أراضي نادي الجزيرة للمنفعة العامة هو جريمة.
وهكذا سقط الرجل: ورد عبد الفتاح باشا على الشاذلي باشا قائلاً: (أنا لا أسمح لك بهذا الكلام فإن إلغاء ناد إنجليزي ليس الجريمة وإنما الجريمة ما ترتكبه أنت الآن من دفاع عن هذا النادي الإنجليزي).
دولة جديدة:
في الساعة العاشرة والنصف من صباح ٢٤ ديسمبر ١٩٥١ أعلن استقلال ليبيا واعتلاء