للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش النقد:]

هذه الشجرة. . . للعقاد

للأستاذ سيد قطب

هذا كتاب يجئ في إبانه لتصحيح مقاييس كثيرة في عالم التفكير والشعور، وفي عالم الأخلاق والاجتماع، تجاه مسألة من أكبر مسائل الحياة، بل تجاه مسألة الحياة: مسألة الجنسين، وعلى أي أساس تقوم بينهما العلاقات.

هو كتاب يجئ في إبانة لأنه يرتفع بهذه المسألة فوق السفسطات الذهنية، وفوق تقاليد (الصالونات) وفوق الفتنة التافهة أو المغرضة بالمرأة (المسترجلة) التي كادت تصبح زياَّ من أزياء (المودة) يفتن بعض الرجال (المتأنثين) فتنة الأزياء الجديدة للمرأة في كل زمان!

يرتفع بها فوق هذا كله ليردها إلى منطق الحياة، وإرادة الطبيعة. ثم إلى وظائف المجتمع وقوانين الأخلاق، المستمدة من منطق الحياة ومن إرادة الطبيعة. وقد آن لنا أن نرد كثيراً من الأوضاع إلى هذا المنطق الأصيل، إذا شئنا أن نرجع إلى سواء الفطرة الخالدة، التي قد تفسد في بعض الأجيال لملابسات خاصة ولكنها تعود إلى الصلاح حتماً، لأن الحياة لا تستقيم طويلاً في عزلة عن هذه الفطرة الأصيلة.

والمسألة حين ترتفع إلى هذا المستوى، لا يعود الحديث فيها هو الحديث عن حقوق المرأة وحقوق الرجل، ولكن عن حقوق الحياة من وراء المرأة ووراء الرجل، ولا يعود المرجع فيها إلى إرادة هذا الجنس أو ذاك، ولكن إلى إرادة الطبيعة التي صاغت الجنسين، لتصل بهما جميعاً إلى تحقيق إغراضها وأغراض الحياة.

ومن هنا نصل إلى المنطق الفاصل، الذي يعود كل منطق سواه عبثاً وسفسطة، وتظرفاً يصلح (للصالونات) والمجتمعات؛ ولا يصلح لبناء الحياة وإقامة المجتمعات!

والعقاد هنا في ميدانه الأصيل: ميدان التحليل والتعليل، للبواعث النفسية والكوامن الفطرية، والسمات الشخصية. وهو الميدان الذي يقف فيه متفرداً في الشرق العربي الحديث.

ويجب أن نقف هنا وقفة قصيرة لتوضيح ما نعنيه بالتحليل والتعليل. فليس أكذب على العقاد من شبهة شائعة عنه عند من لا يفرقون بين ألوان المنطق الإنساني في الحياة

<<  <  ج:
ص:  >  >>