(ولد عام ١٨٦٠ في مقاطعة يورك شير. اشتغل محاضراً من ١٨٨٩ - ١٨٠٤ في جامعة اكسفورد (كلية هوتفورد). ثم كان قسيساً لإحدى كنائس لندن بضع سنوات، ثم أستاذاً للاهوت في كلية ماجدولين كمبردج وعين عام ١٩١١ أسقفا لكنيسة (سنت بول). ثم ترك الخدمة العامة ١٩٣٤. ألف ونشر ما يزيد على أربعين كتابا ومن بينها كتب قيمة عن الصوفية والمتصوفين).
ماذا علمتني الحياة؟ إن سبعة وثمانين عاماً يعيشها المرء كافية لتعليمه شيئاً.
كان ماركوس أوريليوس يقول: إن رجلا حصيفاً في الأربعين من عمره يرى من الحياة ما يكفي لتعليمه الدور الذي سيمثله على مسرحها. ولعله مصيب في قوله. إن العقل والضمير قد بدا - إلى حد بعيد - يستيقظان في القرون الوسطى. أحسب أن هذه المقالات لن تكون إلا يوميات مركزة على طراز أميل، غير أنني ذكرت كل ما يمكن قوله عن حياتي في كتابي المسمى (وداعاً أيها الوادي) الذي كتبته للسادة لونجمان عام ١٩٣٤ وذلك حين تخليت عن كرسي المسؤولية في التوجيه الروحي، وأحسب أن طبعة ذلك الكتاب قد نفدت الآن، لأن قاذفات الألمان قد دمرت مستودعات الناشرين. ولعل الأمل غير بعيد في إعادة طبع ذلك الكتاب إذا كانت هنالك رغبة في تسجيل حياتي المتواضعة إذ لم يبق شيء يتصل بها غير ما هو محفوظ في سجلات الأكاديمية البريطانية عن تاريخ حياة الأعضاء والذي قد ينشر بناء على رغبتي. لذلك لا أجد مناصاً من المرور مرور الكرام بما نشر سابقاً عن حياتي وأنا أكتب هذا المقال.
لقد تعلمت شيئاً واحداً بصورة لا تقبل الشك، ألا أحسن الظن بنفسي كثيراً. وكلما أويت إلى فراشي تمر الحماقات وأعمال الطيش التي تتصل بالنصف الأول من حياتي، كفلم متصل الحلقات، أمام عيني تحملق في مكشرة عن أنيابها. يقول الكونت كسرلنج: علينا أن لا