يبدي الإنكليز في الوقت الحاضر اهتماماً بنشر اللغة الإنكليزية، ويحاولون بمختلف الوسائل أن يجعلوا منها لغة دولية عامة، كاللغة الفرنسية في الشؤون والمعاملات الدولية والتجارية؛ ويرجع هذا الاهتمام إلى ما بعد الحرب الكبرى إذ أتسع نطاق الإمبراطورية البريطانية أتساعاً عظيماً، وضمت إليها شعوب وأمم جديدة، وزاد نفوذ إنكلترا الدولي تبعاً لذلك، واتسع نطاق تجارتها اتساعاً عظيماً. والإنكليز أقل الأمم اهتماماً بدرس اللغات الأجنبية، وقد حاولوا أن يتلافوا هذا النقص بفرض لغتهم على الشعوب التي تنضوي تحت لوائهم، ولكنهم يرغبون اليوم في التقدم خطوة أخرى، وذلك بالعمل لجعل اللغة الإنكليزية لغة دولية اختيارية. وقد رأوا أن أنجع وسيلة لتحقيق هذه الغاية هو تبسيط اللغة الإنكليزية إلى أبعد حد، وانتهوا فعلاً إلى عمل هذه التجربة، فقام الأستاذ أجدن أحد أعضاء المعهد اللغوي بجامعة كامبردج باختيار الألفاظ الإنكليزية التي تعبر عن أكبر عدد من المعاني المطلوبة، وانتهى إلى حصرها في ٨٥٠ كلمة تكون وحدها لغة إنكليزية جامعة وافية بالتعبير عن كل ما يرغب، ويكفي لدرسها وحفظها ثلاثون ساعة، وليس فيها أي تضارب ولا تعقيد، وليس فيها من الأفعال سوى ١٨ فعلاً، وقد سميت هذه اللغة (بالإنكليزية الأساسية). ويعلق الإنكليز على هذا التبسيط المدهش للغة تبلغ كلماتها عشرين ألفا آمالاً كبيرة، وتنوه الصحف العلمية بهذه المناسبة بأن أحب الكتاب الإنكليز إلى الشعب الإنكليزي هم أبسطهم لغة وبياناً مثل سويفت وبرناد شو، ومن ينحو نحوهما في التعبير الجزل البسيط الذي لا يتخلله حشو ولا ترادف ولا تعقيد
أزمة الديموقراطية
تشغل أزمة الديموقراطية أذهان الساسة والكتاب الأحرار، وقد صدرت في موضوعها في الآونة الأخيرة مؤلفات عديدة ولا سيما مذ تولت عصبة الهتلريين الحكم في ألمانيا وسحقت كل أنواع الحقوق والحريات العامة؛ ومنذ أسابيع قلائل ظهر كتاب جديد في الموضوع بقلم مسيو دي روفيرا الكتاب والسياسي الأسباني عنوانه (تجربة سياسية) ومن رأي هذا الكتاب أن الديموقراطية تجتاز أزمة الموت، بيد أنه من المستحيل أن يظفر المؤرخ أو