السياسي المعاصر بجراثيم الداء التي تنخر أسس الديموقراطية؛ وأكبر الظن أن مؤرخ القرن الثاني والعشرين أو الثالث والعشرين سيكون أقدر منا على تفهم الصلات والحوادث التي تربط الثورة الفرنسية بالحركات الثورية الجديدة مثل الشيوعية والفاشستية، وأقدر منا على تفهم المراحل التي جازتها المبادئ الثورية السياسية حتى انتهت إلى نواحيها الاجتماعية؛ وقد يرون أن نحول العالم القديم إلى العالم الجديد قد أستهدف لسلسلة من النزعات والعوامل المضطربة. ثم يقول مسيو روفيرا: إننا نشعر الآن في جميع أوربا بضرورة الإرادة العاملة؛ ولنا أن نسميها (سلطة) أو (طغياناً) فان المهم هو أننا نريد أن نعمل. ويجب علينا إلا نحكم على آبائنا بالبله والعجز لأنهم لم يبتوا في المسائل بشيء. والواقع أنه يجب أن نعتبر خاتمة القرن التاسع عشر وفاتحة القرن العشرين مرحلة الهدم بالنسبة للعالم القديم، ومرحلة التجارب الهائلة؛ وليس ثمة ما يدهش إذ نرى ما نرى من ذلك الاضطراب الهائل الذي يسود شؤون العالم اليوم. وقد أثارت ملاحظات المسيو دي روفيرا كثيراً من الاهتمام والجدل لأنها تتعلق بمسألة تعتبر مسألة العصر، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً
رسائل جديدة لشارلس دكنز
صدر في لندن مجلد من رسائل جديدة لشاركس دكنز الكاتب الإنكليزي الفكه، محتوياً على جميع الرسائل التي كتبها دكنز لزوجته كاترين هوجارت من سنة ١٨٣٥ إلى سنة ١٨٦٧ وكانت مدام دكنز قد أوصت بهذه الرسائل لبناتها، وأودعتها ابنتها الثانية كات بيروجيني بالمتحف البريطاني وأوصت بأن تبقى في طي الكتمان بعيدة عن النشر والإذاعة حتى تموت هي، والسير هنري فلدنج دكنز آخر من بقي على قيد الحياة من نسل الكاتب الشهير. وقد عمل المتحف البريطاني بهذه الوصية ولم يسمح بإذاعة الرسائل حتى تحقيق شرط الانقراض. وليس في هذه الرسائل جديد مما لم يعرف عن حياة دكنز، ولكنها تلقي ضياء جديداً على ما كان بينه وبين زوجه من الخلاف وما كان بينهما من أسباب النفرة والاحتكاك مذ عرفها باسم كاترين هوجارت. والرسائل الجديدة على وجه العموم صورة حية من خواص دكنز ومواهبه الكتابية، وهي تسبغ على الحوادث والمسائل التي تتناولها حياة جديدة لم تتوفر في أية ترجمة من التراجم التي تناولت حياة الكاتب الكبير، وفيها يبدو