الأستاذ سعيد الأفغاني - العربي الشامي - مسلم مؤمن، وفاضل مهذب، وأديب محقق. ومن رافقه وقرأ أقواله ظهرت له هذه السجايا والمزايا ظهوراً. ومن خطط هذا السيد أن يُطرف فيما يؤلفه أو ينشره من كتب السلف الصالح. فمصنفه (أسواق العرب في الجاهلية والإسلام) مباحثه طريفة ذات جدة. وكتاب (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة تأليف الإمام بدر الدين الزركشي) الذي أظهره اليوم - من أدلة هذا الإطراف. وترجمة الكتاب تنبئ عن غرابته وطرافته
وإن نشر الباحث مؤلفاً قديماً محقًقاً إياه تحقيق الأستاذ الأفغاني كتاب الإجابة - تأليف وزيادة
وعملُ العرب الحق في هذا الوقت - كما يرى اكثر الفضلاء - إنما هو نشر مصنفات الأقدمين ونقل مقالات الغربيين ليس غير. وحجتهم في ذلك أن (البعث) حديث وأن ليس عند العرب اليوم شيء، والمفلسون المساكين لا يكلفون إنفاقاً ولا جوداً. على أن حاجة العرب العظيمة إلى ذينك النشر والنقل لا تصدعن التأليف فلينشر الناشرون، ولينقل الناقلون مكثرين. وليؤلف - بعد البحث الطويل، والتفكير الكثير، والمراجعات المديدة - المؤلفون مقلين، مقلين
الحديث والمحدثون في الإسلام عالم عجيب. وليس في الدنيا أمة عنيت بما يعزى إلى صاحب نحلتها عنايتنا بأحاديث النبي الأعظم (صلى الله عليه وسلم). ومما بعث على هذه العناية الكبرى أن أقواله (صلوات الله وسلامه عليه) لم تقيد بالكتاب في أيامه، ولا أيام صحابته (رضوان الله عليهم أجمعين)، ولم يكن إلا الألسنة تنقل أو تروى (وكان علم الشريعة في مبدأ هذا الأمر نقلا صرفا) وعند أهل السنة أحاديث غابت عن الأمامية، ومع