للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البرَيدُ الأدبيَ

تهاجي والشعراء

قرأت في العدد (٩٨١) من الرسالة الغراء مقالة المرحوم صديقنا الدكتور زكي مبارك (البلبل الذبيح) التي كتبها في رثاء زميله الشاعر الخالد المرحوم الأستاذ علي محمود طه، فاستوقفتني العبارات التالية منها:

كان الشاعر علي محمود طه يكره الشاعر محمد الهراوي، وكانت بينهما مهاجاة تذكر بالمهاجاة بين عبد اللطيف النشار وعثمان حلمي وهما شاعرا الإسكندرية.

إن المهاجاة كانت أيضاً تحصل بين المرحومين الرصافي والزهاوي، تحدث في بعض الأحايين حتى تصل إلى الخصومة والقطيعة، ومما حدث بينهما أنه بعد هجرة الرصافي إلى سورية ورجوعه إلى بغداد أقام له المعجبون بشاعريته حفلة تكريمية ألقى فيها قصيدته المشهورة ومطلعها

سر في حياتك سير نابه ... ولم الزمان ولا تحابه

ومنها هذه الأبيات الرائعة:

كم مدع وطنية ... من لم تكن مرت ببابه

فتراه ينفج لاعباً ... فيها وينفخ في جرابه

ليكون مكتسباً بها ... مالا تهالك في اكتسابه

فكأنما هو صائد ... وكأنما هي من كلابه

أما الزهاوي وكان أحد المشاركين في هذه الحفلة فاستقبل الرصافي بقصيدة ختمها بقوله:

(وهذا أخي (معروف) أشدد به أزري)

فقال الرصافي لم يشأ إلا أن جعل نفسه (موسى) وجعلني (هارون) ثم أخفاها في نفسه، حتى إذا ما قدم بغداد الزهاوي بعد مكوثه في مصر أقيمت له حفلة تكريمية استهلها الرصافي بأبيات في تكريم الزهاوي منها:

أرى بغداد من بعد اغبرار ... زهت بقدوم شاعرها الزهاوي

فعندما وصل إلى هذا البيت التفت الزهاوي إلى خاصة الرصافي وقال لهم:

هذا واجب عليه لأنني بحق شاعر بغداد وكأنما أنا أعنيه في قولي:

<<  <  ج:
ص:  >  >>