للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[خواطر في كتاب الله]

تربية الدعاة

للأستاذ محمد عبد الله السمان

إن المهمة الملقاة على كواهل الدعاة شاقة خطيرة، ولذا كانت عناية القرآن بتربيتهم عناية كبرى تضيء الطريق أمامهم إلى قلوب الناس، والرسل جميعا - صلوات لله وسلامه عليهم - هم المثل الكامل للدعاة، وتعتبر تربيتهم أنموذجا للتربية الرفيعة السامية، لا سيما وأن مربيهم هو الحكيم الخبير.

ولما كان الداعية في حاجة إلى أسلوب سهل ممتزج باللباقة والسياسة في عرض دعوته، فقد راح القرآن يربي الدعاة تربية سياسية دبلوماسية رفيعة تعينهم كثيرا على نجاح دعواتهم:

(لقد أرسلنا نوحا إلى قومه، فقال يا قوم اعبدوا الله، ما لكم من إله غبره، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين، قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين، أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم، وأعلم من الله ما لا تعلمون، أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون؟).

(وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، أفلا تتقون؟ قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين، قال ياقوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين، أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين، أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم؟ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة، فاذكرا آلاء الله لعلكم تفلحون).

(قل يا أيها الناس: أني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض، لا إله إلا هو يحيي ويميت، فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون).

وتلمس لدعوة إلى المرونة بارزة واضحة في أساليب الآيات القرآنية مما دل على اهتمام القرآن بهذا النوع من التربية. الذي يتوقف عليه نجاح الدعاة في كثير من الأحايين:

<<  <  ج:
ص:  >  >>