(أدع إلى سبيل ربك بالحكمة الموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن - ولو كنت فظا غليظ القلب لا انفضوا من حولك - قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار. أنه لا يفلح الظالمون - وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون - فإن تولوا فقل أبلغتكم ما أرسلت به إليكم، ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا، إن ربي على كل شيء حفيظ - فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى - وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون).
وللمنطق أهميته الكبرى في مناقشة الدعوات، ولذلك نراه متجليا في أساليب الدعاة:
(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتيه الله الملك، إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، قال: أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب. فبهت الذي كفر).
(قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق بعيده؟ قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون، قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق؟ قل الله يهدي للحق، أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي؟ فما لكم كيف تحكمون.)
(يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان).
(قال فمن ربكما يا موسى؟ قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى).
(وضرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال: من يحيي العظام وهي رميم؟ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون، أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم؛ بلى، وهو الخلاق العليم).
ويوجه القرآن الكريم الدعاة إلى التذرع بالصبر والاحتمال في سبيل دعواتهم) فانتظروا إني معكم من المنتظرين - فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين - قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا - فاصبر على ما يقولون. فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم).
ويطبع القرآن الدعاة بطابع الشجاعة فهي من أهم مقومات الدعوات، ولأنها مما لا يستغنى