(واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله، فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ولا تنظرون)(قالوا يا هود ما جئنا ببينة، وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك، وما نحن لك بمؤمنين، إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء، قال: إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون، إني توكلت على الله ربي وربكم).
(إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين، قال كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين).
(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر)
ويكافح القرآن الغرور في الدعاة. فهم لم يزيدوا عن كونهم بشرا ألقى الله على عوائقهم مهمات ثقالا، وبهذا تكون دعواتهم أقرب إلى قلوب الناس وأبعد من نفورهم.
(ولا أقول لكم عندي خزائن الله، ولا أعلم الغيب، ولا أقول إني ملك)
(قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، وما مسني السوء، إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)
ويكافح القرآن في الدعاة مرض اليأس الخطير حتى لا يلحق هممهم الضعف، ويصيب جهودهم الفشل؛ وتمنى دعواتهم بالخيبة:
(وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون).
(وإذ قال موسى لقومه. إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد)
(وإن كان كبر عليك إعراضهم، فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى، فلا تكونن من الجاهلين)