للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحسرة الأولي. . .]

لشاعر الحب لامرتين

(قال لامرتين: (في أحد أيام ١٨٣٠، بينما كنت داخلا كنيسة

في باريز، إذ بصرت هناك بتابوت فتاة انطفأ سراج حياتها

ولما تزل صبية، قد حمل على الأيدي وأسدلت عليه ملاءة

بيضاء، فذكرني هذا التابوت بموت وهاجت الذكرى شجني،

فطفقت أبكي وأنشج نشيجاً محزناً، ثم عدت إلى غرفتي

ونشرت بين يدي مذكراتي عن تلك الحادثة، ونفست هذه

المقطوعة - التي ستقرؤها الآن - وكتبتها في دفتري، والقلب

واجف، والدمع واكف، وسميتها الحسرة الأولى وها هي

ذي):

هناك على سيف المحيط المصطفق،

حيث يقذف بحر (سورانت) بأمواجه الزرقاء،

فتتكسر تحت قدمي شجرة البرتقال،

وثم صخرة صغيرة، ضيقة الحجم، متساوية الطول والعرض كانت قريبة من الطريق اللاحب، تحت الصباح العتق بشذى الأزهار فكانت للغريب الهائم منتدىً ومزازا.

وأزهار الخيري الباسمة قد سترت تحت أغصانها اسماً منقوشا على هذه الصخرة، نعم! قد سترت اسماً لم يردده الصدى قط فلم يك معروفا عند أحد! ولكن المسافر الذي أنهكه السير، يجلس هناك أحيانا ليستريح، ثم يزيح الحشائش عن الصخرة، فيقرؤ عمرها وتاريخ وفاتها، ويقول وعيناه تشرقان بالدمع أسفاً وحزنا:

<<  <  ج:
ص:  >  >>