[القصص]
الطالع
قصة للكاتب الإنجليزي اندروز روبرتسن
قال له وهو يعد له طعام إفطاره - هذه رسالة لك.
- أشكرك ولكن ما الذي أعددته لي هذا الصباح؟
- كما ترى، بعض الكعيكات والبيض والخبز والشاي.
وجعل يتناول الطعام وهو يتساءل، من الذي بعث بهذه الرسالة؟ وتأمل الغلاف، لقد حول إليه من محل إقامته السابق. من الذي يراسله في هذه الساعة؟ لعله أحد الدائنين يطالبه بما له من مال. أن مثل هؤلاء لا يتركون الإنسان في راحة أبدا!
ولكنه كان قد عزم على أن لا يفسد عليه شيئاً لذة تناوله الطعام لكم تحسن الطهي عن أيامه السابقة. وتذكر، كان لا يعتقد أنه سيستسيغ هذا الطعام يوما ماز ولكن، كم كانت دهشته عندما وجد معدته قد تهيأت له واعتادت عليه.
وانتهى من طعامه، فقرر أن يقر الرسالة. ففض الغلاف وقرأ:
(سيدي الفاضل - أبعث إليك بطالعك كما أردت. وقد اختصرت من المصطلحات الفلكية قدر استطاعتي، وجعلت رسالتي قاصرة على مستقبلك.
(حقا إنك رجل مجدود. ذلك ما أثبته طالعك. وأود أن أقول أنه قل أن أجد مستقبلا باهرا بين من اكشف عن طالعهم مثل مستقبلك. فدعني أهنئك تهنئة حارة.
إني شديد الأسف لتأخري في الرد عليك. ولكن رسالتك كانت قد وصلتني متأخرة، ولعل ذلك يرجع إلى خطأ من البريد.
أخيرا دعني أشكر الفرصة التي واتتني لدراسة مستقبلك المخلص. . . أستاذ علم العرافة.)
كان قد انتهى من شرب قدح الشاي، فأشعل لفافة بعد أن قدم غيرها لآخر، ثم جعل يقرأ طالعه وهو ينفث الدخان من صدره.
(أن تاريخ ميلادك وهو، ٤ فبراير كما تقول رسالتك تدل على انك من مواليد برج (الدلو) تحت علامة (حامل الماء)، العلامة الحادية عشرة من منطقة الأبراج. وهي علامة تصاعدية ترمز إلى الجيل المقبل، الجيل العظيم.