للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[فصيلة المخلوقات الخبيثة]

للأستاذ نقولا الحداد

لقي أحد معارفي أحد أفراد أسرتي ونصح له أن ينصح لي بالعدول عن الكتابة في الصهيونية، وكانت نصيحته تتضمن شيئاً من التهديد. ولهذا الصديق علاقة مالية مع يهودي. فهو إذن تحت رحمته، واليهود لا يعرفون الرحمة. ويلوح لي أنه يريد من هذه النصيحة أن يستعطف شريكه، حتى إذا فعلت النصيحة فعلها حسبها ذلك اليهودي خدمة جليلة. . . وما تعلم صاحبنا حتى الآن من علاقته بذلك اليهودي أنه لو سفك دمه لأجل خاطره لما حسب هذا السفك إلا واجباً لا يكافأ عليه إلا بأن يجعل جثته عند عتبة داره مداساً لنعليه.

لا يعلم صاحبنا أن هذه الفصيلة من المخلوقات الحية ليست من جنس البشر ذات قلوب رقيقة وعواطف شريفة وضمائر حية حتى تقدر المعروف حق قدره. إنما هي بلا ضمير ولا عاطفة ولا قلب ولا إحساس ولا شرف - فصيلة الأحياء الخبيثة.

وقد بلغ اللؤم من هذه الفصيلة أن جازت إنكلترا المغفلة على وعد بلفور جزاء سنمار. وكلنا يعلم حوادث بغيهم ولؤمهم من مقتل اللورد موين، إلى خطف القاضي من المحكمة، إلى صلب الضابطين البريئين اللذين خطفوهما، إلى غير ذلك من رذائلهم مع أسيادهم الإنكليز من غدر وخيانات الخ. ففصيلة كهذه لا تحسب حساباً للمعروف والفضل.

وفيما كان الناس يستغربون استخذاء الإنكليز لليهود في فلسطين كان اليهود في مصر وغير مصر يقولون: لا تعجبوا. فإن الإنكليز يخافوننا مضطرين إلى احتمال عدواننا برغم أنوفهم.

والآن إذا ذكرنا أمام يهودي أو يهودية أن اليهود المعتقلين عندنا يعاملون معاملة أفضل مما لو كانوا في منازلهم قال لك:

وهل تجسر الحكومة أن تعاملهم إلا أفضل معاملة؟

لا عجب، لأن ما نحسبه نحن إنسانية في معاملتهم يحسبونه هم واجباً محتوماً، لأنهم لا يفهمون معنى الإنسانية والشرف والضمير.

ألا فليعلم العرب أنه لو قامت لهذه الفصيلة الحيوانية قائمة لصاروا جميعاً أذل من العبيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>