للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ليلى المريضة في العراق]

للدكتور زكي مبارك

- ٢٢ -

ليت ليلى تعرف بعض ما ألاقي في ليالي الصد من أهوال!

ليت ليلى تعرف كيف ندمت على التعرف إلى وجهها الجميل!

ليت ليلى تعرف كيف هدت عزمي وقوضت بنياني!

ليتها تعرف أن هواها أورث جسمي وقلبي أسقاماً وعقابيل ستكدر ما بقي من حياتي!

وليتني أعتبر بما صرت إليه فأتقي الله في نفسي وأتصون عن الهوى والفتون!

ما أشد حزني على ما ضيعت من شبابي في التغزل بالعيون السود!

ما أشد ندمي على الغفلة التي خضت أوحالها يوم وثقت بعهود الملاح. . .!

سيطول بكائي على العافية التي بددتها تبديد المسرفين على أنفسهم وأنا أتنقل من أرض إلى أرض في سبيل الجمال

سأكتوي بنار الحقد على الدنيا وعلى الناس كلما تفكرت فيما ردني الحب إليه من ظلمات.

لم يبقى لي رجاء في غير الله.

ومن سوء البخت ألا أعرف الأيمان إلا في أيام الضر والبؤس!

إليك أرجع يا ربي، أرجع مقهورا ًمدحوراً بعد طول الهيام بأودية الضلال

إليك أرجع، ولا فضل لي في هذا الرجوع، فقد انهد كياني، وانشقت مرارتي، وصار من الموجع أن أحمل إلى فمي كوباً من الماء

إليك أرجع، فامنحني من العافية ما أنقل به صور ذنوبي إلى ألواح خيالي، عساني أعرف كيف أستغفر وأنيب

لم أجد في النجف شفيعاً إلى ليلاى، فقلت أذهب إلى الموصل وتلك نهاية المطاف في البحث عن الشفعاء

وعقدت العزم على السفر بالقطار الذي يقوم من بغداد في الساعة التاسعة مساء

ولكن صديقاً موصليا طرق بابي في الساعة السادسة وعرف نيتي في الذهاب إلى الموصل، فنهاني، ولما استوضحت السبب قال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>